responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 87

في السماء و من في الأرض حتى الحوت في البحر، و فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر النجوم ليلة البدر» [1].

* بيان

إنما يسلك به طريقا إلى الجنة؛ لأنّ العلم هو بعينه نعيم أهل الجنة، و هو الذي يصير هناك لصاحبه شرابا و فاكهة و ظلّا.

روى في «بصائر الدرجات» بإسناده عن نصر بن قابوس، قال: سألت أبا عبد اللّه (عليه السلام) عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ ظِلٍّ مَمْدُودٍ وَ مٰاءٍ مَسْكُوبٍ وَ فٰاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لٰا مَقْطُوعَةٍ وَ لٰا مَمْنُوعَةٍ [2] قال: «يا نصر، إنّه و اللّه ليس حيث يذهب الناس، إنّما هو العالم و ما يخرج منه» [3].

و «الملائكة» هي الجواهر القدسيّة الغائبة عن الأبصار «و أجنحتها» هي قواها العلمية و العملية التي بها تترقّى و تتنزّل، و طالب العلم بتفكّره في المعقولات و انتقاله من معقول إلى معقول حتى ينتهي إلى معرفة اللّه و صفاته كأنّه يطأ أجنحة الملائكة بقدم عقله، أو إنه إذا أدرك المعقولات و أحاط بها علما فكأنّ الملائكة نزلت عن سماء ملكوتها و مقامها عنده و خضعت له، و بالجملة وضع أجنحتها كناية عن خضوعها له.

و الاستغفار: طلب الستر للذنب، و طالب العلم يطلب ستر ذنب جهله- الذي هو رئيس جنود، هي المعاصي- بنور العلم، و يشركه في هذا الطلب كلّ من في السماء و الأرض و ما بينهما؛ لأن عقله و فهمه و إدراكه لا يقوم إلّا ببدنه، و بدنه لا يقوم إلّا بالغذاء، و الغذاء لا يقوم إلّا بالأرض و السماء و الغيم و الهواء و غير ذلك. إذ العالم كلّه كالشخص الواحد يرتبط البعض منه بالبعض، فالكلّ مستغفر له.

و إنّما مثّل نور العابد بنور النجوم، لأنه لا يتعدّى نفسه إذ لا يبصر بنوره شيء بخلاف القمر ليلة البدر، و تمثيل نور العالم بنور القمر يشعر بأنّه أراد به من لم يكن علمه لدنيا؛ لأنّ نور القمر مستفاد من الشمس، فمن كان علمه لدنيا كالأنبياء و الأولياء ففضله على العابد كفضل الشمس على النجوم المستفاد نورها من اللّه تعالى بلا توسّط شيء آخر من نوعها أو جنسها.


[1]. الكافي 1: 34/ 1.

[2]. الواقعة (56): 30- 33.

[3]. بصائر الدرجات: 505/ 3.

نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 87
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست