responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 849

و ما أكنّ به رأسه، و هم مع ذلك و اللّه خائفون وجلون، ودّوا أنه حظّهم من الدنيا، و كذلك وصفهم اللّه تعالى حيث يقول: وَ الَّذِينَ يُؤْتُونَ مٰا آتَوْا وَ قُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ [1].

ما الذي أتوا به؟ أتوا و اللّه بالطاعة مع المحبّة و الولاية، و هم في ذلك خائفون أن لا يقبل منهم، و ليس و اللّه خوفهم خوف شكّ فيما هم فيه من إصابة الدين، و لكنهم خافوا أن يكونوا مقصّرين في محبّتنا و طاعتنا».

ثم قال: «إن قدرت ألا تخرج من بيتك فافعل، فإنّ عليك في خروجك أن لا تغتاب و لا تكذب و لا تحسد و لا ترائي و لا تتصنّع و لا تداهن!».

ثم قال: «نعم صومعة المسلم بيته، يكفّ فيه بصره و لسانه و نفسه و فرجه، إنّ من عرف نعمة اللّه بقلبه استوجب المزيد من اللّه تعالى قبل أن يظهر شكرها على لسانه، و من ذهب يرى أنّ له على الاخر فضلا فهو من المستكبرين».

فقلت له: إنّما ما يرى أنّ له عليه فضلا بالعافية إذا رآه مرتكبا للمعاصي؟ فقال: «هيهات هيهات، فلعلّه أن يكون قد غفر له ما أتى و أنت موقوف محاسب، أ ما تلوت قصّة سحرة موسى (عليه السلام)؟»

ثم قال: «كم من مغرور بما قد أنعم اللّه عليه، و كم من مستدرج يستر اللّه عليه، و كم من مفتون بثناء الناس عليه».

ثم قال: «إنّي لأرجو النجاة لمن عرف حقّنا من هذه الأمة، إلّا لأحد ثلاثة: صاحب سلطان جائر، و صاحب هوى، و الفاسق المعلن، ثم تلا: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّٰهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّٰهُ [2].

ثم قال: «يا حفص، الحبّ أفضل من الخوف».

ثم قال: «و اللّه ما أحبّ اللّه من أحبّ الدنيا و والى غيرنا، و من عرف حقّنا و أحبّنا فقد أحبّ اللّه تعالى».

فبكى رجل، فقال: «أ تبكي؟ لو أنّ أهل السموات و الأرض كلّهم اجتمعوا يتضرّعون إلى اللّه تعالى أن ينجيك من النار و يدخلك الجنّة لم يشفّعوا فيك».


[1]. المؤمنون (23): 62.

[2]. آل عمران (2): 31.

نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 849
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست