نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 1 صفحه : 83
أفعالهم و أقوالهم. و في الحديث النبويّ «اتقوا فراسة المؤمن فإنّه ينظر بنور اللّه» [1] مستوحشا «من أوثق إخوانه» لعرفانه بحاله «فشدّ اللّه» دعاء له بالتثبّت على العلم و اليقين و إحكام أركان الإيمان و الدين، و إعطاء الأمن له و الأمان يَوْمَ يَقُومُ النّٰاسُ لِرَبِّ الْعٰالَمِينَ.
[المتن]
[49] 9. الكافي: عن أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: «يا طالب العلم، إنّ العلم ذو فضائل كثيرة، فرأسه التواضع، و عينه البراءة من الحسد، و اذنه الفهم، و لسانه الصدق، و حفظه الفحص، و قلبه حسن النيّة، و عقله معرفة الأشياء و الامور، و يده الرحمة، و رجله زيارة العلماء، و همّته السلامة، و حكمته الورع، و مستقرّه النجاة، و قائده العافية، و مركبه الوفاء، و سلاحه لين الكلمة، و سيفه الرضا، و قوسه المداراة، و جيشه مجاورة العلماء، و ماله الأدب، و ذخيرته اجتناب الذنوب، و زاده المعروف، و مأواه الموادعة، و دليله الهدى، و رفيقه محبّة الأخيار» [2].
* بيان
شبّه العلم بشخص كامل فاضل روحاني، له أعضاء و قوى و مستقرّ و قائد و مركب و سلاح و غير ذلك كلّها روحانية معنوية، فاستعار هذه الألفاظ لتلك الفضائل، كلّ لما يشابهه أو يناسبه، فجعل الرأس للتواضع، لأن الأصل و المبدأ في تحصيل العلم التواضع و المذلّة و ترك العلوّ، و العين للبراءة من الحسد، لأن الحسد يصير غشاوة على بصر الحاسد، فلا يرى العلم عند أهله لينتفع بعلمه، و الاذن للفهم لأنه غايتها و على هذا القياس، و نبّه بذلك على أنه من اجتمعت فيه هذه الفضائل و الحسنات فهو العالم بالحقيقة، و من اتّصف بأضدادها فهو جاهل، و ما بين المنزلتين مراتب و منازل و مال كلّ إلى ما هو الغالب عليه من المحاسن و المساوئ «و الموادعة» المصالحة و السكون.
[المتن]
[50] 10. الكافي: عن النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم): «نعم وزير الإيمان العلم، و نعم وزير العلم الحلم، و نعم وزير الحلم الرفق، و نعم وزير الرفق الصبر» [3].