نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 1 صفحه : 64
المراد من غور العقل، يعني غايته و كماله الأقصى.
و الحاصل أنّ كلّ مرتبة من العقل تقتضي استعداد الوصول إلى مرتبة من الحكمة، إذا حصلت للنفس تجعلها مستعدّة لفيضان مرتبة اخرى فوقها من العقل و بالعكس، و هكذا يتدرّجان في الاشتداد و الازدياد إلى أن يبلغا إلى الغاية القصوى و الدرجة العليا، فبكلّ منهما يقع الوصول إلى غور الاخر و غايته.
«و بحسن السياسة» أي باستعمال العقل العملي و تهذيب الأخلاق، سواء كان السائس من خارج كالسلطان، أو من داخل كحسن تدبير النفس «التفكّر حياة قلب البصير» إشارة إلى كيفية استخراج الحكمة و السير في عالم الملكوت، و شبّه التفكّر في ظلمات النفس بالنور في ظلمات الأرض ضربا للمثل «بحسن التخلّص» أي من الورطات «و قلّة التربّص» أي بسرعة الوصول إلى المطلوب.
[المتن]
[7] 5. الكافي، و الفقيه: عنه (عليه السلام) قال: «هبط جبرئيل (عليه السلام) على آدم (عليه السلام) فقال: يا آدم إني امرت أن أخيّرك واحدة من ثلاث فاخترها ودع اثنتين، فقال له آدم: يا جبرئيل، و ما الثلاث؟
فقال: العقل، و الحياء، و الدين. فقال آدم: إنّي قد اخترت العقل. فقال جبرئيل للحياء و الدين: انصرفا و دعاه، فقالا: يا جبرئيل، إنّا امرنا أن نكون مع العقل حيث كان. قال:
[8] 6. الكافي: عنه (عليه السلام): «من استحكمت لي فيه خصلة من خصال الخير، احتملته عليها و اغتفرت فقد ما سواها، و لا أغتفر فقد عقل و لا دين، لأن مفارقة الدين مفارقة الأمن، فلا يتهنّأ بحياة مع مخافة، و فقد العقل فقد الحياة، و لا يقاس إلّا بالأموات» [2].
* بيان
«استحكمت لي فيه» اثبتت في نفسه بحيث يصير خلقا له و ملكة راسخة فيه «خصلة» واحدة أيّة خصلة كانت «من خصال الخير» من جنود العقل الخمسة و السبعين التي مرّ ذكرها «احتملته عليها» قبلته و رحمته على تلك الخصلة في الدنيا، و شفعت له و لا أدعه يعذّب بالنار في الآخرة. «و اغتفرت فقد ما سواها» إلّا فقد العقل و الدّين، فإنّ فقد شيء منهما غير مغتفر أصلا، و لو تحقق معه ألف حسنة،