responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 61

كان عزيزا بعزّة اللّه فضلا عن كونه عزيزا بإعزازه، و من كان مع غيره فكان [1] ذليلا مثله.

و «التواضع أحب إليه من الشرف» لأنه أنسب إلى العبودية، و أدخل في تصحيح تلك النسبة و التحقق بها.

«يستكثر قليل المعروف من غيره» تخلّقا بأخلاق اللّه في تضعيفه لحسنات العباد «و يستقلّ كثير المعروف من نفسه» لكرامة نفسه و اتّصاله بمنبع الجود و الخير. «و يرى الناس كلّهم خيرا منه» لحسن ظنّه بعباد اللّه، و حمله ما صدر منهم على المحمل الصحيح، لسلامة صدره، و لما رأى من محاسن ظواهرهم دون ما خفي من بواطنهم، فيراهم أحسن أحوالا منه «و أنه شرّهم في نفسه» لاطّلاعه على دقائق عيوب نفسه.

«و هو تمام الأمر» أي رؤية الناس خيرا و نفسه شرّا تمام الأمر، لأنها موجبة للاستكانة و التضرّع التام إلى اللّه تعالى، و الخروج إليه بالفناء عن هذا الوجود المجازي الذي كلّه ذنب و شرّ، كما قيل: وجودك ذنب لا يقاس به ذنب، أو اتصافه بهذه الخصال تمام الأمر.

«و استثمار المال تمام المروّة» و ذلك لأنه به يتمكن من أن يأتي بما يليق به من الانسانية «و لا يرجو ما يعنف برجائه» أي لا يرجو فوق ما يستحقّه، و لا يتطلع إلى ما لا يستعدّه، فيوبّخ عليه «و لا يتقدّم على ما يخاف فوته» أي لا يفعل فعلا قبل أوانه مبادرا إليه خوفا من أن يفوته في وقته بسبب عجزه عنه، بل يفوّض أمره إلى اللّه تعالى.

[المتن]

[4] 2. الكافي: عن النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم): «ما قسّم اللّه تعالى للعباد شيئا أفضل من العقل، فنوم العاقل أفضل من سهر الجاهل، و إقامة العاقل أفضل من شخوص الجاهل. و لا بعث اللّه نبيّا و لا رسولا حتى يستكمل العقل و يكون عقله أفضل من جميع عقول أمّته، و ما يضمر النبي في نفسه أفضل من اجتهاد المجتهدين، و ما أدّى العبد فرائض اللّه حتى عقل عنه، و لا بلغ جميع العابدين في فضل عبادتهم ما بلغ العاقل و العقلاء، هم أولو الألباب الذين قال اللّه تعالى: وَ مٰا يَذَّكَّرُ إِلّٰا أُولُوا الْأَلْبٰابِ [2].


[1]. فيكون. خ ل.

[2]. الكافي 1: 12/ 11 و الآية: البقرة (2): 269 و آل عمران (3): 7.

نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 61
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست