نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 1 صفحه : 57
من لا يقدر عليه، و لا يرجو ما يعنف برجائه، و لا يتقدّم على ما يخاف فوته بالعجز عنه» [1].
* بيان
«فيتّبعون أحسنه» مثلما يستمعون أنّ إله العالم واحد لا شريك له، و أنّه عالم قادر حكيم، إلى غير ذلك من صفات الكمال، ثم يستمعون ما يخالف ذلك كلّه، فيتّبعون الأول دون الثاني، لأن الأول هو الأحسن عند ذوي البصائر و العقول السليمة.
و مثلما يستمعون أنّ إله العالم أرسل رسولا إلى عباده ليهديهم إلى الحق و إلى طريق مستقيم، ثم يستمعون أنّه و كلهم إلى عقولهم المتباينة، فيتّبعون الأول دون الثاني، و مثلما يستمعون أنّ الرسول أوصى إلى معصوم من أهل بيته بأن يخلفه في أمّته بعد رحلته، ثم يستمعون أنّه أهمل ذلك و ترك الامة في ضلالة و حيرة فيتّبعون الأول دون الثاني، إلى غير ذلك من نظائره و هي كثيرة، و قد ذكرنا منها أكثر من أربعين في كتاب «بشارة الشيعة» و من هذا القبيل ما يأتي في تفسيرها في الحديث.
و «انّ الكيّس [2] لدى الحق يسير» إن قرئ الكيس بالتخفيف فمعناه أنّ الفطانة لا قدر لها عند اللّه، و إنّما القدر عنده بالتواضع و المسكنة، و إن قرئ بالتشديد، فمعناه أنّ الفطن عند اللّه أو عند فهم الحق و العلوم اللدنيّة الكلية قليل، فإنّ أكثر الأكياس إنّما هم أكياس عند الناس و عند أنفسهم، أو كياستهم مقصورة على فهم الامور الجزئية الفانية الزائلة.
«بحر عميق» وجه الشّبه تغيّرها و استحالتها و إهلاكها و الكائنات فيها كالأمواج، و ما من صورة فيها إلّا و لا بدّ أن تفسد. و أيضا الناس يعبرون عليها إلى دار اخرى بسفن أخلاقهم الحسنة، و السفينة الناجية هي التقوى المحشوّة بالايمان.
و «شراع السفينة» بالكسر: ما يرفع فوقها من ثوب ليدخل فيه الريح فتجريها. و «قيّم السفينة» ربّانها الذي نسبته إليها نسبة النفس إلى البدن. و «سكّانها» بالضم و التشديد: ذنبها لأنها به تقوم و تسكن.
«لكلّ شيء دليلا» يوصله إلى مطلوبه، فإنّ العاقل يصل إلى مطلوبه بالتفكّر،