responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 522

* بيان

تمام الحديث: «فمن كانت هجرته إلى اللّه و رسوله فهجرته إلى اللّه و رسوله، و من كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوّجها فهجرته إلى ما هاجر إليه». و إنّما قال (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) ذلك حين قال له بعض الصحابة: إنّ بعض المهاجرين إلى الجهاد ليست نيّته من تلك الهجرة إلّا أخذ الغنائم من الأموال و السبايا، أو نيل الصّيت عند الاستيلاء؟

فبيّن (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) أنّ كلّ أحد ينال في عمله ما يبغيه و يصل إلى ما ينويه كائنا ما كان دنيويا أو اخرويا، و هذا الخبر ممّا يعدّه أصحاب الحديث من المتواترات، و هو أوّل ما يعلّمونه أولادهم، و يقولون إنّه نصف العلم.

و المستفاد من هذه الأخبار أنّه لا يحسب من عبادة اللّه و لا يعدّ من طاعته بحيث يصحّ أن يترتّب عليه الأجر في الآخرة، إلّا ما يراد به التقرّب إلى اللّه تعالى و الدار الآخرة، أعني يقصد به وجه اللّه أو التوصّل إلى ثوابه أو الخلاص من عقابه.

و بالجملة امتثال أمر اللّه تعالى فيما ندب عباده إليه بقوله عزّ و جلّ: ادْعُوهُ خَوْفاً وَ طَمَعاً [1] و قوله: وَ يَدْعُونَنٰا رَغَباً وَ رَهَباً [2] و بكلّ ما وعد به الجنّة و أوعد، عليه النار في الآيات التي لا تحصى، فرغّب و رهّب و وعد و أوعد و إنّما يثيبهم على حسب أقدارهم و منازلهم و نيّاتهم، فمن عرف اللّه بجماله و جلاله و لطف فعاله فأحبّه و اشتاق إليه و أخلص عبادته له لكونه أهلا للعبادة و لمحبّته له، أحبّه اللّه و أخلصه و اجتباه و قرّبه إلى نفسه و أدناه قربا معنويّا و دنوّا روحانيّا، كما قال في حقّ بعض من هذه صفته: وَ إِنَّ لَهُ عِنْدَنٰا لَزُلْفىٰ وَ حُسْنَ مَآبٍ [3] قال أمير المؤمنين و سيّد الموحّدين (عليه السلام): «ما عبدتك خوفا من نارك و لا طمعا في جنّتك، لكن وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك» [4]. و من لم يعرف من اللّه سوى كونه إلها صانعا للعالم قادرا قاهرا عالما، و إنّ له جنّة ينعّم بها المطيعين، و نارا يعذّب بها العاصين، فعبده ليفوز بجنّته، أو يكون له النجاة من ناره، أدخله اللّه بعبادته و طاعته الجنّة، و أنجاه من النار لا محالة، كما أخبر عنه في غير موضع من كتابه، فإنّما لكلّ امرئ ما نوى، فلا تصغ إلى قول من ذهب إلى بطلان العبادة إذا قصد بفعلها تحصيل الثواب أو الخلاص من العقاب، زعما منه أنّ هذا القصد مناف للإخلاص الذي هو إرادة وجه


[1]. الأعراف (7): 56.

[2]. الأنبياء (21): 90.

[3]. سورة ص (38): 40.

[4]. عوالي اللئالي 1: 404/ المسلك الثالث.

نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 522
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست