responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 462

يا إبراهيم، ليس شيء أعظم على المؤمن من أن يرى صورة حسنة في عدوّ من أعداء اللّه عزّ و جلّ، و المؤمن لا يعلم أنّ تلك الصورة من طين المؤمن و مزاجه.

يا إبراهيم، ثم مزج الطينتان بالماء الأول و الماء الثاني، فما تراه من شيعتنا و محبّينا من ربا و زنا و لواطة و خيانة و شرب خمر و ترك صلاة و صيام و زكاة و حج و جهاد، فهي كلّها من عدوّنا الناصب و سنخه و مزاجه الذي مزج بطينته، و ما رأيته في هذا العدوّ الناصب من الزهد و العبادة و المواظبة على الصلاة و أداء الزكاة و الصوم و الحج و الجهاد و أعمال البرّ و الخير، فذلك كلّه من طين المؤمن و سنخه و مزاجه، فإذا عرض أعمال المؤمن و أعمال الناصب على اللّه عزّ و جلّ يقول اللّه جلّ و عزّ: أنا عدل لا أجور، و منصف لا أظلم، و عزّتي و جلالي و ارتفاع مكاني ما أظلم مؤمنا بذنب مرتكب من سنخ الناصب و طينته و مزاجه، هذه الأعمال الصالحة كلّها من طين المؤمن و مزاجه، و الأعمال الرديّة التي كانت من المؤمن من طين العدو الناصب، و يلزم اللّه تعالى كلّ واحد منهم ما هو من أصله و جوهره و طينته، و هو أعلم بعباده من الخلائق كلّهم، أ فترى هاهنا- يا إبراهيم- ظلما أو جورا أو عدوانا؟!» ثم قرأ (عليه السلام): مَعٰاذَ اللّٰهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلّٰا مَنْ وَجَدْنٰا مَتٰاعَنٰا عِنْدَهُ إِنّٰا إِذاً لَظٰالِمُونَ [1].

يا إبراهيم، إنّ الشمس إذا طلعت فبدا شعاعها في البلدان كلّها، أ هو بائن من القرصة أم هو متّصل بها؟ شعاعها يبلغ في الدنيا في المشرق و المغرب حتى إذا غابت يعود الشعاع و يرجع إليها، أ ليس ذلك كذلك؟». قلت: بلى يا ابن رسول اللّه، قال: «فكذلك كلّ شيء يرجع إلى أصله و جوهره و عنصره، فإذا كان يوم القيامة ينزع اللّه من العدوّ الناصب سنخ المؤمن و مزاجه و طينته و جوهره و عنصره مع جميع أعماله الصالحة و يردّه إلى المؤمن، و ينزع اللّه تعالى من المؤمن سنخ الناصت و مزاجه و طينته و جوهره و عنصره مع جميع أعماله السيّئة الردية و يردّه إلى الناصب عدلا منه جلّ جلاله و تقدّست أسماؤه، و يقول للناصب: لا ظلم عليك، هذه الأعمال الخبيثة من طينك و مزاجك و أنت أولى بها، و هذه الأعمال الصالحة من طين المؤمن و مزاجه و هو أولى بها الْيَوْمَ تُجْزىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمٰا كَسَبَتْ لٰا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللّٰهَ سَرِيعُ الْحِسٰابِ [2] أ فترى هاهنا ظلما و جورا؟». قلت: لا يا ابن رسول اللّه، بل أرى حكمة بالغة فاضلة، و عدلا بيّنا واضحا.


[1]. يوسف (12): 79.

[2]. غافر (40): 17.

نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 462
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست