responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 459

لتعلّقهم بهذه الأبدان العنصرية أيضا ما داموا فيها.

و «سجّين» من السجن، و يقال للنار و للأرض السفلى، و يشبه أن يكون المراد به حقيقة الدنيا و باطنها التي هي مخبوءة تحت عالم الملك، أعني هذا العالم العنصري، فإنّ الأرواح مسجونة فيه، و لهذا ورد في الحديث: «المسجون من سجنته الدنيا عن الآخرة» [1].

و خلق أبدان الكفّار من هذا العالم ظاهر، و إنّما نسب خلق قلوبهم إليه لشدّة ركونهم إليه، و إخلادهم إلى الأرض، و تثاقلهم إليها، فكأنه ليس لهم من الملكوت نصيب لاستغراقهم في الملك، و الخلط بين الطينتين إشارة إلى تعلّق الأرواح الملكوتية بالأبدان العنصرية، بل نشؤها منها شيئا فشيئا، فكلّ من النشأتين غلبت عليه صار من أهلها، فيصير مؤمنا حقيقيا، أو كافرا حقيقيا، أو بين الأمرين على حسب مراتب الإيمان و الكفر.

[المتن]

[763] 2. الكافي: عن الصادق (عليه السلام): «إنّ اللّه تعالى خلق المؤمن من طينة الجنّة، و خلق الكافر من طينة النار».

و قال: «إذا أراد اللّه بعبد خيرا طيّب روحه و جسده، فلا يسمع شيئا من الخير إلّا عرفه، و لا يسمع شيئا من المنكر إلّا أنكره».

ثم قال: «الطينات ثلاثة: طينة الأنبياء و المؤمن من تلك الطينة إلّا أنّ الأنبياء من صفوتها، هم الأصل و لهم فضلهم، و المؤمنون الفرع من طين لازب كذلك، لا يفرّق اللّه تعالى بينهم و بين شيعتهم».

و قال: «طينة الناس من حمأ مسنون، و أمّا المستضعفون فمن تراب لا يتحوّل مؤمن عن إيمانه، و لا ناصب عن نصبه، و للّه المشيئة فيهم» [2].

* بيان

إنما كانت طينة المؤمنين لازبة للزومها لطينة أئمّتهم، و لصوقها بها لخلطها بها و تركّبها من العالمين جميعا، ألا ترى إلى شوقهم إلى أئمّتهم و حنينهم إليهم، و كما أنّ الأمر كذلك، كذلك لا يفرّق اللّه بين أئمّتهم و بينهم.


[1]. الكافي 2: 455/ 9.

[2]. الكافي 2: 3/ 2.

نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 459
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست