responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 447

و يلعنونه إلّا أنتم و من كان على مثل حالكم، ثمّ إنّ الميت و اللّه منكم على هذا الأمر لشهيد بمنزلة الضارب بسيفه في سبيل اللّه» [1].

* بيان

«و تكفّوا» يحتمل معان، أحدها: الكفّ عن المعاصي، و الثاني كفّ اللسان عن الناس بترك مجادلتهم و دعوتهم إلى الحق، و الثالث الكفّ عن إظهار الدين الحق و مراعاة التقيّة فيه، و تصديق الخبرين قوله تعالى: وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّٰهِ وَ رُسُلِهِ أُولٰئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَ الشُّهَدٰاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ [2].

روى البرقي في (محاسنه): بإسناده عن زيد بن أرقم، عن الحسين بن علي (عليهما السلام) قال: «ما من شيعتنا إلّا صدّيق شهيد». قال: جعلت فداك، أنّى يكون ذلك و عامّتهم يموتون على فرشهم؟ فقال: «أ ما تتلو كتاب اللّه في الحديد: وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّٰهِ وَ رُسُلِهِ أُولٰئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَ الشُّهَدٰاءُ [3]؟». قال: فقلت: كأنّي لم أقرأ هذه الآية من كتاب اللّه عزّ و جلّ قط، قال: «لو كان الشهداء ليس إلّا كما تقول كان الشهداء قليلا» [4].

أقول: كان الوجه في ذلك أنّ المؤمن إنّما يقبض روحه على حضور من قلبه و تهيئ منه للموت، كما أنّ الشهيد متهيّئ للشهادة محضر قلبه للرحيل، و لذا سمّي شهيدا.

و وجه آخر و هو: أنّ الأعمال إنّما هي بالنيّات، و المؤمن يودّ دائما أن لو كان مع إمامه الظاهر في دولة الحق يجاهد مع عدوّه و يستشهد في سبيل اللّه، فيعامل معه على حسب نيّته و يثاب ثواب الشهيد، و يدلّ على هذا الحديث الآتي.

و وجه ثالث: و هو أنّ من رضي أمرا فقد دخل فيه، و من سخط فقد خرج منه، كما روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام): «و المؤمن قد رضي و سلّم لإمامه الحقّ و الجهاد مع عدوّه، فهو كأنّه معه» [5].

روى هذا المعنى البرقي في (محاسنه): بإسناده عن الحكم بن عتيبة، قال: لمّا قتل أمير المؤمنين (عليه السلام) الخوارج يوم النهروان قام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين،


[1]. الكافي 8: 146/ 122.

[2]. الحديد (57): 19.

[3]. الحديد (57): 19.

[4]. المحاسن: 163/ 115.

[5]. البحار 52: 131/ 32.

نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 447
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست