نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 1 صفحه : 42
الجهل و جنوده، وفّقنا اللّه و إيّاكم لطاعته و مرضاته» [1].
* بيان
«العرش» عبارة عن جميع الخلائق كما ورد في الحديث [2] و يأتي ذكره، و يمينه أقوى جانبيه و أشرفهما و هو عالم الروحانيات كما أن يساره أضعفهما و أدونهما و هو عالم الجسمانيات «من نوره»: من نور ذاته الذي هو عين ذاته.
«أدبر» أي انصرف إلى الدنيا و اهبط إلى الأرض رحمة للعالمين، فمعنى الإدبار هاهنا بعينه هو معنى الإقبال في الحديث الأوّل، و التعبير عنه بكلّ منهما صحيح، فإنّ اللّه سبحانه بكلّ شيء محيط فالإقبال إليه عين الإدبار عنه و بالعكس، فلا منافاة بين الحديثين في التقديم و التأخير.
«أقبل» توجّه إلي و ترقّ إلى معارج الكمال باكتساب المقامات و الأحوال «خلقا عظيما» إذ به يقوم كلّ شيء بعد تقويم اللّه إيّاه «و كرّمتك على جميع خلقي» إذ هو وسيلة إفاضة نور الوجود على الجميع.
«ثم خلق الجهل» و هو جوهر نفساني ظلماني خلق بالعرض و بتبعيّة العقل من غير صنع فيه غير صنع العقل، يقوم به كلّ ما في الأرض من الشرور و القبائح و هو بعينه نفس إبليس و روحه الذي به قوام حياته الذي تشعّب منه أرواح الشياطين، ثم خلقت من ظلماتها أرواح الكفّار و المشركين.
«من البحر الاجاج» من المادة الجسمانية الظلمانية الكدرة التي هي منبع الشرور و الافات في هذا العالم، و هو إشارة إلى علّته القابلية، قال اللّه تعالى وَ كٰانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمٰاءِ[3] أي كان بناء العالم الجسماني و قوامه على المادّة التي لها قبول كلّ خير و شرّ كالماء القابل للتشكّلات المختلفة بسهولة، فمنه عذب فرات و منه ملح اجاج.
و قال أبو جعفر الباقر (عليه السلام): «إنّ اللّه قبل أن يخلق الخلق قال: كن ماء عذبا أخلق منك جنّتي و أهل طاعتي، و كن ملحا اجاجا أخلق منك ناري و أهل معصيتي، ثم أمرهما فامتزجا، فمن ذلك صار يلد المؤمن كافرا و الكافر مؤمنا». [4]
و يؤيّد هذا التشبيه و التجوّز و يشيّده ما يقال أنّ نسبة المادّة إلى مقبولاتها التي