responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 406

تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللّٰهُ [1] فالمنسوخات من المتشابهات، و المحكمات من الناسخات، إنّ اللّه بعث نوحا إلى قومه أَنِ اعْبُدُوا اللّٰهَ وَ اتَّقُوهُ وَ أَطِيعُونِ [2]، ثم دعاهم إلى اللّه وحده و أن يعبدوه و لا يشركوا به شيئا، ثم بعث الأنبياء (عليهم السلام) على ذلك إلى أن بلغوا محمّدا (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، فدعاهم إلى أن يعبدوا اللّه و لا يشركوا به شيئا و قال: شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مٰا وَصّٰى بِهِ نُوحاً وَ الَّذِي أَوْحَيْنٰا إِلَيْكَ وَ مٰا وَصَّيْنٰا بِهِ إِبْرٰاهِيمَ وَ مُوسىٰ وَ عِيسىٰ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَ لٰا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مٰا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللّٰهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشٰاءُ وَ يَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ [3].

فبعث الأنبياء إلى قومهم بشهادة ألا إله إلّا اللّه و الإقرار بما جاء من عند اللّه، فمن آمن مخلصا و مات على ذلك أدخله اللّه الجنة بذلك، و ذلك أنّ اللّه ليس بظلام للعبيد، و ذلك أنّ اللّه لم يكن يعذّب عبدا حتى يغلّظ عليه في القتل و المعاصي التي أوجب اللّه عليه بها النار لمن عمل بها، فلما استجاب لكلّ نبي من استجاب له من قومه من المؤمنين، جعل لكلّ نبي منهم شرعة و منهاجا و الشرعة و المنهاج سبيل و سنّة.

و قال اللّه لمحمّد (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم): إِنّٰا أَوْحَيْنٰا إِلَيْكَ كَمٰا أَوْحَيْنٰا إِلىٰ نُوحٍ وَ النَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ [4] و أمر كلّ نبي بالأخذ بالسبيل و السنّة، و كان من السبيل و السنّة التي أمر اللّه تعالى بها موسى (عليه السلام) أن جعل عليهم السبت، فكان من أعظم السبت و لم يستحلّ أن يفعل ذلك من خشية اللّه أدخله اللّه الجنة، و من استخفّ بحقّه و استحلّ ما حرّم اللّه عليه من العمل الذي نهاه اللّه عنه فيه أدخله اللّه النار، و ذلك حيث استحلّوا الحيتان و احتبسوها و أكلوها يوم السبت، غضب اللّه عليهم من غير أن يكونوا أشركوا بالرحمن و لا شكّوا في شيء ممّا جاء به موسى (عليه السلام)، قال اللّه تعالى: وَ لَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنٰا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خٰاسِئِينَ [5].

ثم بعث اللّه عيسى (عليه السلام) بشهادة ألا إله إلّا اللّه، و الإقرار بما جاء من عند اللّه، و جعل لهم شرعة و منهاجا، فهدمت السبت الذي أمروا به أن يعظّموه قبل ذلك، و عامّة ما


[1]. آل عمران (3): 7.

[2]. نوح (71): 3.

[3]. الشورى (42): 13.

[4]. النساء (4): 163.

[5]. البقرة (2): 62.

نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 406
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست