responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 385

النار، كأنّهم أئمة الكتاب و ليس الكتاب إمامهم، لم يبق عندهم من الحق إلّا اسمه، و لم يعرفوا من الكتاب إلّا خطّه و زبره، يدخل الداخل لما يسمع من حكم القرآن فلا يطمئنّ جالسا حتى يخرج من الدّين، ينتقل من دين ملك إلى دين ملك، و من ولاية ملك إلى ولاية ملك، و من طاعة ملك إلى طاعة ملك، و من عهود ملك إلى عهود ملك، فاستدرجهم اللّه من حيث لا يعلمون، و إنّ كيده متين بالأمل و الرجاء حتى توالدوا في المعصية، و دانوا بالجور، و الكتاب لم يضرب عن شيء منه صفحا، ضلّالا تائهين قد دانوا بغير دين اللّه تعالى و أدانوا لغير اللّه.

مساجدهم في ذلك الزمان عامرة من الضلالة، خربة من الهدى، قد بدّل ما فيها من الهدى، فقرّاؤها و عمّارها أخائب خلق اللّه و خليقته، من عندهم جرت الضلالة و إليهم تعود، فحضور مساجدهم و المشي إليها كفر باللّه العظيم، إلّا من مشى إليها و هو عارف بضلالهم، فصارت مساجدهم من فعالهم على ذلك النحو، خربة من الهدى عامرة من الضلالة، قد بدّلت سنّة اللّه، و تعدّيت حدوده، لا يدعون إلى الهدى، و لا يقسمون الفيء و لا يوفون بذمّة، يدعون القتيل منهم على ذلك شهيدا، فدانوا اللّه بالافتراء و الجحود، و استغنوا بالجهل عن العلم، و من قبل ما مثّلوا بالصالحين كلّ مثلة، و سمّوا صدقهم على اللّه تعالى فرية، و جعلوا في الحسنة العقوبة السيئة، و قد بعث اللّه تعالى إليكم رسولا من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم، صلى اللّه عليه و آله و سلم، و أنزل عليه كتابا عزيزا لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، قرآنا غير ذي عوج لينذر من كان حيّا و يحقّ القول على الكافرين» [1].

* بيان

«ذو قار» موضع بين الكوفة و واسط «و النفاق» الرواج «و النكاية» الجرح و القرح «و البخس» الناقص «واها» كلمة تلهّف و توجّع «لم يعظهم» يعني الوالي «تصديقا» متعلّق بالتحريف أو بترك العظة «و الزبر» بالكسر: المكتوب، و بالفتح: مصدر «لم يضرب عن شيء منه صفحا» أي لم يعرض عنه إعراضا، بل بيّن ذلك جميعا، فإنّ فيه


[1]. الكافي 8: 387/ 586.

نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 385
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست