responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 368

بلّغناهم، و اشمأزّوا من ذلك و نفرت قلوبهم، و ردّوه علينا، و لم يحتملوه و كذّبوا به، و قالوا: ساحر كذّاب، فطبع اللّه على قلوبهم و أنساهم ذلك، ثم أطلق اللّه تعالى لسانهم ببعض الحق، فهم ينطقون به و قلوبهم منكرة، ليكون ذلك رفعا عن أوليائه و أهل طاعته، و لو لا ذلك ما عبد اللّه في أرضه، فأمرنا بالكفّ عنهم و السرّ و الكتمان، فاكتموا عمّن أمر اللّه بالكفّ عنه، و استروا عمّن أمر اللّه بالستر و الكتمان عنه».

ثم رفع يده و بكى، و قال: «اللهم إنّ هؤلاء لشر ذمة قليلون، فاجعل محيانا محياهم، و مماتنا مماتهم، و لا تسلّط عليهم عدوّا لك فتفجعنا بهم، فإنك إن أفجعتنا بهم لم تعبد أبدا في أرضك، و صلى اللّه على محمّد و آله و سلّم تسليما» [1].

* بيان

«ان نبلّغهم كما بلّغناهم» يعني كما بلّغنا الأولين، و في الكلام حذف، يعني فبلّغناهم فما قبلوه و اشمأزّوا و ردّوه علينا، و لو كانوا ردّوه إليهم لكان خيرا لهم، و لكنّهم لسوء طينتهم ردّوه عليهم و كذّبوا به «و أنساهم ذلك» نبّه بذلك على أنّهم لو كانوا ذاكرين لما سمعوه منهم (عليهم السلام) لما نطقوا به أبدا لفرط عنادهم لهم (عليهم السلام) و بغضهم إيّاهم، و لكنّهم لمّا أنساهم اللّه ذلك نطقوا ببعضه عن طريق آخر بإنطاق اللّه إيّاهم له، و إطلاقه لسانهم به لحكمة له سبحانه في ذلك، و هو الدفع عن أوليائه، فإنّهم إذا كانوا شركاء لهم في النطق به، فلا يسعهم الأذى لهم بسببه، فقوله: «ليكون ذلك» أي ليكون نطقهم ببعض الحق لا إنكارهم بقلوبهم، فإنّها جملة معترضة، و إنّما كانت قلوبهم منكرة لأهل هذا العلم و السرّ بأعيانهم حسدا منهم عليهم و عداوة لهم، و ليست منكرة للعلم نفسه، و لهذا ينطقون ببعضه، و هذا مثل طائفة من أهل الخلاف الناطقين ببعض الأسرار الإلهية المنكرين لفضل أهل البيت، الجاهلين لعلوّهم و رتبتهم، و ربّما يوجد فيهم من يظنّ بنفسه أنّه خير منهم و أعلم و أكمل، فأمرونا (عليهم السلام) بالكفّ عنهم و ستر أمرنا و أمرهم «إنّ هؤلاء» إشارة إلى العارفين بهذا العلم و السرّ كما هو حقّه.


[1]. الكافي 1: 402/ 5.

نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 368
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست