نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 1 صفحه : 346
عداوتي عداوة اللّه، و أنزل اللّه تعالى في ذلك: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلٰامَ دِيناً[1] فكانت ولايتي كمال الدين و رضا الرب تعالى.
و أنزل اللّه تعالى اختصاصا لي و تكريما نحلنيه، و إعظاما و تفضيلا من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) منحنيه، و هو قوله تعالى: ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللّٰهِ مَوْلٰاهُمُ الْحَقِّ أَلٰا لَهُ الْحُكْمُ وَ هُوَ أَسْرَعُ الْحٰاسِبِينَ[2] في مناقب لو ذكرتها لعظم بها الارتفاع، و طال لها الاستماع.
و لئن تقمصها دوني الأشقيان و نازعاني فيما ليس لهما بحقّ، و ركباها ضلالة، و اعتقداها جهالة، فلبئس ما عليه وردا، و لبئس ما لأنفسهما مهّدا، يتلاعنان في دورهما، و يتبرّأ كلّ واحد منهما من صاحبه، يقول لقرينه إذا التقيا: يا ليت بيني و بينك بعد المشرقين فبئس القرين. فيجيبه الأشقى على وثوبه: يا ليتني لم أتخذك خليلا لقد أضللتني عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جٰاءَنِي وَ كٰانَ الشَّيْطٰانُ لِلْإِنْسٰانِ خَذُولًا. فأنا الذكر الذي عنه ضلّ، و السبيل الذي عنه مال، و الإيمان الذي به كفر، و القرآن الذي إيّاه هجر، و الدّين الذي به كذّب، و الصّراط الذي عنه نكب، و لئن رتعا في الحطام المنصرم و الغرور المنقطع، و كانا منه على شفا حفرة من النار، لهما على شرّ ورود، في أخيب وفود، و ألعن مورود، يتصارخان باللعنة، و يتناعقان بالحسرة، ما لهما من راحة، و لا عن عذابهما من مندوحة.
إنّ القوم لم يزالوا عبّاد أصنام و سدنة أوثان، يقيمون لها المناسك، و ينصبون لها العتائر، و يتّخذون لها القربان، و يجعلون لها البحيرة و السائبة و الوصيلة و الحام، و يستقسمون بالأزلام عامهين عن اللّه عزّ ذكره، حائرين عن الرشاد، مهطعين إلى البعاد، قد استحوذ عليهم الشيطان، و غمرتهم سوداء الجاهلية، و رضعوا جهالة، و انفطموا ضلالة، فأخرجنا اللّه إليهم رحمة، و أطلعنا عليهم رأفة، و أسفر بنا عن الحجب نورا لمن اقتبسه، و فضلا لمن اتّبعه، و تأييدا لمن صدّقه، فتبوّءوا العزّ بعد الذلّة، و الكثرة بعد القلّة، و هابتهم القلوب و الأبصار، و أذعنت لهم الجبابرة و طواغيتها، و صاروا أهل نعمة مذكورة، و كرامة منشورة، و أمن بعد خوف، و جمع بعد حوب،