responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 305

اثني عشر ذكرا، فقال لهم: يا بنيّ، إنّ اللّه عزّ و جلّ قد أبى إلّا أن يجعل في سنّة من يعقوب، و إنّ يعقوب دعا ولده و كانوا اثني عشر ذكرانا، فأخبرهم بصاحبهم، ألا و إني أخبركم بصاحبكم، ألا إنّ هذين ابنا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) الحسن و الحسين فاسمعوا لهما و أطيعوا و وازروهما، فإني قد ائتمنتهما على ما ائتمنني عليه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) ممّا ائتمنه اللّه عليه من خلقه و من غيبه و من دينه الذي ارتضاه لنفسه، فأوجب اللّه لهما من علي (عليه السلام) ما أوجب لعلي (عليه السلام) من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، فلم يكن لأحد منهما فضل على صاحبه إلّا بكبره، و إنّ الحسين (عليه السلام) كان إذا حضر الحسن (عليه السلام) لم ينطق في ذلك المجلس حتى يقوم، ثم إنّ الحسن (عليه السلام) حضره، الذي حضره فسلّم ذلك إلى الحسين (عليه السلام)، ثم إنّ حسينا (عليه السلام) حضره الذي حضره فدعا ابنته الكبرى فاطمة بنت الحسين فدفع إليها كتابا ملفوفا و وصيّة ظاهرة، و كان علي بن الحسين (عليه السلام) مبطونا لا يرون إلّا أنّه لما به، فدفعت فاطمة الكتاب إلى علي بن الحسين (عليه السلام)، ثمّ صار و اللّه ذلك الكتاب إلينا» [1].

* بيان

إنما كان كمال الدين بولاية علي (عليه السلام)؛ لأنه لما نصب للناس وليّا و أقيم لهم إماما، صار معوّلهم على أقواله و أفعاله في جميع ما يحتاجون إليه في أمر دينهم، ثم على خليفته من بعده، و هكذا إلى يوم القيامة، فلم يبق لهم من أمر دينهم ما لا يمكنهم الوصول إلى علمه؛ لأنّ كلّا منهم (صلوات اللّه عليهم) ملي بإصدار ما ورد عليه من أمر الدين كائنا ما كان، فكمّل الدين بهم، و تمت النعمة بوجودهم واحدا بعد واحد، (سلام اللّه عليهم)، و للّه الحمد على ما هدانا، و له الشكر على ما أولانا.

«يقول قائل و يقول قائل» يعني يعترضون علي باللم و الكيف حسدا و حميّة «عزيمة» آية حتم لا رخصة فيها «بتلة» جازمة مقطوع بها «كان و اللّه أمين اللّه» يعني رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) «فلم يشرك و اللّه فيها» أي في هذه الأمانة «أحدا من الخلق» لا هواه و لا غيره «كتابا ملفوفا» كان قد كتب فيه كلّ ما يحتاج إليه الناس، كما ورد في حديث آخر «و وصية ظاهرة» [2] أي كتابا كتب فيه أنّه وصيّه و هو أولى بالأمور من غيره، كما مرّ بيانه «لا يرون إلّا أنّه لما به» أي لا يعتقدون إلّا أنّه متهيئ لما ينزل به من الموت، و هذه الكلمة كناية عن الإشراف على الموت.


[1]. الكافي 1: 290/ 6.

[2]. الكافي 1: 290/ باب ما نص اللّه و رسوله على الأئمّة.

نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 305
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست