نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 1 صفحه : 271
الخطاب، و إنّي لصاحب الكرّات و دولة الدول، و إني لصاحب العصا و الميسم و الدابّة التي تكلّم الناس» [1].
* بيان
«المتعقّب» الطاعن و المعترض «قسيم اللّه» و ذلك لأنّ حبّه موجب للجنّة، و بغضه موجب للنار، فبه يقسّم الفريقان و به يتفرقان «و أنا الفاروق الأكبر» إذ به يفرق بين الحق و الباطل و أهليهما «صاحب العصا» أي عصا موسى التي صارت إليه من شعيب، و إلى شعيب من آدم، يعني هي عندي أقدر بها على ما قدر عليه موسى «و الميسم» بالكسر: المكواة، لمّا كان بحبّه و بغضه (عليه السلام) يتميّز المؤمن عن المنافق، فكأنّه كان يسم على جبين المنافق بكي النّفاق «و الحمولة» بالضم: الأحمال، يعني كلّفني اللّه ربي مثل ما كلّف محمدا (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) من أعباء التبليغ و الهداية «و هي حمولة الربّ» أي الأحمال التي وردت من اللّه سبحانه لتربية الناس و تكميلهم.
«يدعى فيكسى» كأن الدعوة كناية عن الاقبال الذي مرّ بيانه في شرح حديث جنود العقل و الجهل، و هو السير إلى اللّه في سلسلة العود «و الكسوة» كناية عن تغشّيهما بنور الجبار و غفران إنيتهما في الجليل الغفّار، و اضمحلال وجودهما في الواحد القهّار كما ورد في الحديث النبوي: «عليّ ممسوس في ذات اللّه». [2]
قال العلامة المحقق نصير الدين محمد الطوسي طاب ثراه إشارة إلى هذا المعنى: العارف إذا انقطع عن نفسه و اتّصل بالحق، رأى كل قدرة مستغرقة في قدرته المتعلّقة بجميع المقدورات، و كلّ علم مستغرقا في علمه الذي لا يعزب عنه شيء من الموجودات، و كل إرادة مستغرقة في إرادته التي لا يتأبّى عنها شيء من الممكنات، بل كلّ وجود و كلّ كمال وجود فهو صادر عنه فائض من لدنه، فصار الحق حينئذ بصره الذي به يبصر، و سمعه الذي به يسمع، و قدرته التي بها يفعل، و علمه الذي به يعلم، و وجوده الذي به يوجد، فصار العارف حينئذ متخلّقا بأخلاق اللّه بالحقيقة.
و استنطاقهما و نطقهما عبارة عن ثنائهما بحمد ربهما، و شفاعتهما لأولي الألباب [3] كما مضى بيانه في شرح حديث العقل.