نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 1 صفحه : 24
عليهم، مع ذكر بعض محامدهم- يقرب من ستّين بيتا [1].
12. نوادر الأخبار،
في جمع الأحاديث غير المذكورة في الكتب الأربعة المشهورة. يقول الفيض في مقدّمة كتابه هذا: و اكتفينا عن المكرّر بما هو أجمع و أكفى، و عسى أن يكون فيما أوردنا غنى عن كثير من الأخبار لوجود محصّل ما تركنا فيما ذكرنا غالبا، و لاختصاص أكثر تلك الأخبار بتلك الأعصار و أهل تلك الديار.
و إنّما اختصرنا هذا الاختصار ليكون أيسر للحفظ و الضبط، و أسهل للقيد و الربط، في سبعة آلاف بيت [2].
يتّضح من خلال نظرة سريعة لمؤلّفات الفيض و كتبه و تحقيقاته، أنّه كان من نوادر الدهر و من كبار علماء الطائفة الإمامية و مشاهيرهم، و قلّما يجود الدهر بمثله و ينجب على شاكلته، و الحقّ أن يقال: أنّه لا تجد في القرون الأخيرة من بين المتأخّرين من الفقهاء و المحدّثين و المفسّرين و الباحثين و المؤلّفين الشيعة، شخصية كالفيض إلّا ما ندر و قلّ، إذ كان عالما متضلّعا متبحّرا في أكثر العلوم و المفاهيم و المعارف الإسلاميّة و الأخلاقية و العرفانية و الاجتماعية و السياسية و غيرها، له فيها رأي حصيف، و فكر رفيع. و تعتبر مؤلّفاته القيّمة كنزا أغنى مكتبة العلوم الإسلامية إلى حدّ لافت للنظر.
و إذا كان للفيض الكاشاني في بعض الأحكام و الموضوعات رأي جديد بالاستناد إلى الأخبار و الروايات و الأحاديث الإسلامية المعتبرة، كحرمة الغناء التي يعتبرها متأتّية من مجالس اللهو و اللعب في البلاطين الاموي و العبّاسي و من كيفية إجرائه، حيث أقدم الشيخ الأنصاري في المكاسب المحرّمة على تفسير هذه الفتوى و في غيره، فإنّ ذلك يدلّ على جرأته و فهمه و عمق فكره الديني و الاجتماعي، و لهذا حظي باحترام علماء كبار أمثال العلّامة المجلسي و الشيخ مرتضى الأنصاري و الحرّ العاملي و الوحيد البهبهاني و صاحب مفتاح الكرامة و السيّد المجاهد و صاحب الحدائق و صاحب الجواهر [3] و غيرهم ممّن أثنوا عليه و على خدماته.