responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 227

الذهب و الفضة خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام» [1]، فلا يمكن لشيء من المخلوقات أن يظهر في الوجود ذاتا و صفة و فعلا إلّا بقدر خصوصيّة قابليّة و استعداده الذاتي.

و وجه آخر و هو أنّه قد ثبت أنّ للّه عزّ و جلّ صفات و أسماء متقابلة هي من أوصاف الكمال و نعوت الجلال، و لها مظاهر متباينة بها يظهر أثر تلك الأسماء، فكلّ من الأسماء يوجب تعلّق إرادته سبحانه و قدرته إلى إيجاد مخلوق يدلّ عليه من حيث اتصافه بتلك الصفة، فلذلك اقتضت رحمة اللّه عز و جلّ إيجاد المخلوقات كلّها لتكون مظاهر لأسمائه الحسنى و مجالي لصفاته العليا، مثلا لمّا كان قهّارا أوجد المظاهر القهرية التي لا يترتّب عليها إلّا أثر القهر من الجحيم و ساكنيه و الزقّوم و متناوليه، و لما كان عفوّا غفورا أوجد مجالي للعفو و الغفران يظهر فيها آثار رحمته و قس على هذا، فالملائكة و من ضاهاهم من الأخيار و أهل الجنة مظاهر اللطف، و الشياطين و من والاهم من الأشرار و أهل النار مظاهر القهر، و منهما يظهر السعادة و الشقاوة، فمنهم شقي و سعيد، فظهر ألا وجه لإسناد الظلم و القبائح إلى اللّه سبحانه، لأنّ هذا الترتيب و التمييز من وقوع فريق في طريق اللطف، و آخر في طريق القهر من ضروريّات الوجود و الإيجاد و من مقتضيات الحكمة و العدالة، و من هنا قال بعض العلماء: ليت شعري لم لا ينسب الظلم إلى الملك المجاري حيث يجعل بعض من تحت تصرّفه وزيرا قريبا، و بعضهم كناسا بعيدا، لأن كلّا منهما من ضروريّات مملكته، و ينسب الظلم إلى اللّه تعالى في تخصيص كلّ من عبيده بما خصّص، مع أنّ كلّا منهما ضروري في مقامه.

[المتن]

[321] 2. الكافي: عنه (عليه السلام) سئل: من أين لحق الشقاء أهل المعصية حتى حكم لهم في علمه بالعذاب على عملهم؟ فقال: «أيّها السائل، حكم اللّه تعالى ألا يقوم له أحد من خلقه بحقه، فلما حكم بذلك وهب لأهل محبته القوة على معرفته، و وضع عنهم ثقل العمل بحقيقة ما هم أهله، و وهب لأهل المعصية القوة على معصيته لسبق علمه فيهم، و منعهم إطاقة القبول منه، فواقعوا [2] ما سبق لهم في علمه، و لم يقدروا أن يأتوا حالا تنجيهم من عذابه؛ لأنّ علمه أولى بحقيقة التصديق، و هو معنى شاء


[1]. الكافي 8: 177/ 197.

[2]. في نسخة: فوافقوا.

نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 227
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست