نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 1 صفحه : 208
قال: «فإذا أراد اللّه أن يجلّاها أو يردّها إلى مجاريها، أمر الملك الموكّل بالفلك أن يردّ الفلك إلى مجراه، فيردّ الفلك، فترجع الشمس إلى مجراها» قال: «فتخرج من الماء و هي كدرة» قال: «و القمر مثل ذلك».
ثمّ قال (عليه السلام): «أما إنه لا يفزع لهما و لا يرهب بهاتين الآيتين إلّا من كان من شيعتنا، فإذا كان كذلك فافزعوا إلى اللّه ثم ارجعوا إليه» [1].
* بيان
«من الأقوات» أي من جملة أسباب الأقوات «البحر الذي خلقه اللّه» كأنه (عليه السلام) كنّى بالبحر عن جرم القمر الذي هو مظلم في نفسه، و إنّما يستضيء أكثر من نصفه دائما بنور الشمس، و هو في الأرض كالبحر المحيط بالأرض في السماء، فإنّه أيضا مظلم مستنير بالشمس، و ممّا يؤيد هذا قول الباقر (عليه السلام) في الحديث السابق:
«ألبسها لباسا من ماء» و إنّما كان القمر بين السماء و الأرض؛ لأنه ليس تحته سماء.
«قدّر فيها» أي في السماء، فإنّ مجاري الكلّ فيها، و القمر عبارة عن ذلك البحر مع اعتبار استنارته، و الملك عبارة عن النفس الناطقة الفلكية، و السبعون ألف ملك عن روحانياتها، إذ قد ورد: «ما من موضع قدم في السماء إلّا و فيه ملك إمّا راكع أو ساجد».
«و طمس الشمس في البحر» كناية عن طمس ضوئها كلّه بالكسوف الكلّي، كما اشير إليه بقوله (عليه السلام): «و ذلك عند انكساف الشمس» يعني كلّها «و كذلك يفعل بالقمر» أي يطمس ضوءه في البحر، يعني البحر المحيط بالأرض، و هو أيضا بين السماء و الأرض.
و على هذا التوجيه لا منافاة بين هذا الحديث و بين ما يقوله المنجّمون الذين لا يتخلّف حسابهم في ذلك إلّا إذا خرق اللّه العادة لمصلحة رآها، و ذلك لأنّهم يقولون إنّ سبب كسوف الشمس حيلولة جرم القمر بوجهه المظلم بيننا و بينها، و سبب خسوف القمر حيلولة جرم الأرض مع البحر المحيط بيننا و بينه، و يصحّ حسابهم في ذلك في جميع الأحيان.
[المتن]
[279] 4. الكافي: عن الصادق (عليه السلام) سئل عن الحر و البرد ممّا يكونان؟ فقال: «إنّ المرّيخ كوكب حارّ، و زحل كوكب بارد، فإذا بدأ المريخ في الارتفاع انحطّ زحل، و ذلك في الربيع، فلا