اريد بالبرج ما يسمّى عند أهل الحساب بالدرجة، و هي ما يحصل من تقسيم كلّ ما يسمّى عندهم برجا إلى ثلاثين جزءا، و التمثيل بجزيرة العرب لتبيان السعة و «بطنان العرش» وسطه فيكون مبالغة في البطن، أو دواخله فيكون جمع بطن، و السجود كناية عن الخضوع و الانقياد كما فسّر في آخر الحديث و هي عبادتها الثابتة التي جعلت عليها و سخّرتها من الحركة الدورية الشوقيّة الكماليّة المعهودة لها. و المكان كنايتان عن سائقها و قائدها، فإنّ كلّ حركة لا بدّ فيها من جذب و دفع، و بعبارة اخرى من طلب و هرب، و بثالثة ممّا منه الحركة، و ما إليه الحركة، أو نقول: كنايتان عن الأمر العقلي الذي يحرّك جرمها شوقا و عشقا، كتحريك المعلّم للمتعلّم، و الأمر النفساني الذي يحرّك جرمها مزاولة و مباشرة، كتحريك الروح للبدن.
و لعلّ وجهها كناية عن روحانيتها، و قفاها عن جرمها، و كون وجهها إلى السماء توجّهها بالذات إلى ما فوقها في عبادتها لتكميل ذاتها، و لو كانت بروحانيتها إلى أهل الأرض بتلك العبادة العظيمة المجهدة التي لا تطيقها الأجرام، لكانت محرقة لها مفنية إيّاها من شدّة حرّها، فإنّ الروحانيّات إذا تجلّت للجسمانيات على ما هي عليها لاحترقت الجسمانيات من سبحات نورها.
[المتن]
[277] 2. الكافي: عن الباقر (عليه السلام) قيل له: جعلت فداك، لأيّ شيء صارت الشمس أشدّ حرارة من القمر؟
قال: «إنّ اللّه تعالى خلق الشمس من نور النار و صفو الماء، طبقا من هذا و طبقا من هذا، حتى إذا كانت سبعة أطباق ألبسها لباسا من نار، فمن ثم صارت أشدّ حرارة من القمر» قيل: جعلت فداك و القمر؟ فقال: «إنّ اللّه تعالى ذكره خلق القمر من ضوء نور النار و صفو الماء طبقا من هذا، و طبقا من هذا، حتى إذا كانت سبعة أطباق ألبسها لباسا، من ماء،
[1]. الكافي 8: 157/ 148 و الآية من سورة الحج 22: 18.
نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 1 صفحه : 206