responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 197

و خلق الريح على الماء، فشقّقت الريح متن الماء حتى ثار من الماء زبد على قدر ما شاء أن يثور، فخلق من ذلك الزّبد أرضا بيضاء نقيّة ليس فيها صدع و لا نقب و لا صعود و لا هبوط و لا شجرة، ثم طواها فوضعها فوق الماء.

ثم خلق اللّه النار من الماء، فشققت النار متن الماء حتى ثار من الماء دخان على قدر ما شاء اللّه أن يثور، فخلق من ذلك الدخان سماء صافية نقية ليس فيها صدع و لا نقب، و ذلك قوله: السَّمٰاءُ بَنٰاهٰا* رَفَعَ سَمْكَهٰا فَسَوّٰاهٰا* وَ أَغْطَشَ لَيْلَهٰا وَ أَخْرَجَ ضُحٰاهٰا [1] قال: و لا شمس و لا قمر و لا نجوم و لا سحاب، ثم طواها فوضعها فوق الأرض، ثم نسب الخليقتين فرفع السماء قبل الأرض، فذلك قوله عزّ ذكره: وَ الْأَرْضَ بَعْدَ ذٰلِكَ دَحٰاهٰا [2] يقول: بسطها».

فقال له: الشامي: يا أبا جعفر، قول اللّه تعالى: أَ وَ لَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضَ كٰانَتٰا رَتْقاً فَفَتَقْنٰاهُمٰا [3]؟ فقال له أبو جعفر (عليه السلام): «فلعلّك تزعم أنهما كانتا رتقا ملتزقتان ملتصقتان، ففتقت إحداهما من الاخرى؟» فقال: نعم. فقال أبو جعفر (عليه السلام): «استغفر ربّك، فإنّ قول اللّه عزّ و جلّ (كانتا رتقا) يقول: كانت السماء رتقا لا تنزل المطر، و كانت الأرض رتقا لا تنبت الحبّ، فلمّا خلق اللّه سبحانه الخلق و بثّ فيها من كلّ دابّة، فتق السماء بالمطر، و الأرض بنبات الحبّ». فقال الشامي: أشهد أنّك من ولد الأنبياء و أنّ علمك علمهم [4].

* بيان

لعلّه أشار بالماء الذي خلق الأشياء منه إلى المادة التي خلق منها الأشياء بإفاضة الصور عليها، و إنّما سمّاها الماء لقبولها التشكيلات [5] بسهولة، و إنّما جعلها أوّل ما خلق مع أنّها متأخّرة عن الصورة في الوجود لثباتها على حالها مع توارد الصور عليها، فهي من هذا الوجه متقدّمة على جميع الصور، و إنّما جعلها أولا مع أنّ خلق الأرواح متقدّم على خلق الأجسام؛ لأن السائل إنّما سأل عن أوّل ما خلق من عالم الخلق دون الأمر، كما كان ظاهرا من حاله و مبلغ علمه و سؤاله.


[1]. النازعات (79): 27- 29.

[2]. النازعات (79): 30.

[3]. الأنبياء (21): 29.

[4]. الكافي 8: 94/ 67.

[5]. في نسخة: التشكّلات.

نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 197
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست