responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 192

بالسماوات و الأرض و ما بينهما و ما تحت الثرى، و إن تجهر بالقول فإنّه يعلم السر و أخفى و ذلك قوله: وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضَ وَ لٰا يَؤُدُهُ حِفْظُهُمٰا وَ هُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [1] فالذين يحملون العرش هم العلماء الذين حمّلهم اللّه علمه، و ليس يخرج عن هذه الأربعة شيء خلق اللّه في ملكوته، و هو الملكوت الذي أراه اللّه أصفياءه و أراه خليله على نبيّنا و (عليه السلام)، فقال: وَ كَذٰلِكَ نُرِي إِبْرٰاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ وَ لِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ [2] و كيف يحمل حملة العرش اللّه، و بحياته حييت قلوبهم، و بنوره اهتدوا إلى معرفته؟» [3].

* بيان

قد يراد بالعرش الجسم المحيط بجميع الأجسام، و قد يراد به ذلك الجسم مع جميع ما فيه من الأجسام- أعني العالم الجسماني بتمامه- و قد يراد ذاك المجموع مع جميع ما يتوسّط بينه و بين اللّه سبحانه من الأرواح و العقول التي لا تتقوّم الأجسام إلّا بها- أعني العوالم كلّها. بملكها و ملكوتها و جبروتها، و بالجملة ما سوى اللّه عزّ و جلّ- و قد يراد به علم اللّه تعالى المتعلّق بما سواه، و قد يراد به علم اللّه الذي أطلع عليه أنبياءه و رسله و حججه (صلوات اللّه عليهم) خاصة، و هو الذي فسّر به في هذا الحديث و ما بعده، و قد وقعت الإشارة إلى كلّ منها في كلامهم (عليهم السلام).

و عن الصادق (عليه السلام) أنّه سئل عن العرش و الكرسي ما هما؟ فقال: «العرش في وجه هو جملة الخلق، و الكرسي وعاؤه، و في وجه آخر العرش هو العلم الذي أطلع اللّه عليه أنبياءه و رسله و حججه (عليهم السلام)، و الكرسي هو العلم الذي لم يطلع عليه أحدا من أنبيائه و رسله و حججه (عليهم السلام)، و كان جملة الخلق عبارة عن مجموع العالم الجسماني، و وعاؤه عن عالمي الملكوت و الجبروت، لاستقراره عليهما و قيامه بهما» [4].

و سيأتي تمام الكلام في الكرسي إن شاء اللّه تعالى، و قد ثبت أنّ العلم و المعلوم متّحدان بالذات متغايران بالاعتبار، فمعاني العرش كلّها متقاربة، و قوائمه عبارة عن أركان العالم، أعني ما كان بناء الخلق عليه، و قد مرّ منّا الإشارة إليها و إلى الموكّلين بها في باب الأسماء، و جملته عبارة عن الأرواح الموكّلة بتدبيره على


[1]. البقرة (2): 255.

[2]. الأنعام (6): 75.

[3]. الكافي 1: 129/ 1.

[4]. البحار 58: 28/ 47.

نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 192
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست