responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 175

* بيان

«لطيف اللطافة» اللطيف: النافذ في الأشياء الممتنع من أن يدرك، كما ورد في كلام الرضا (عليه السلام) [1]، و اللطيف أيضا: العالم بدقائق المصالح و غوامضها، السالك في إيصالها إلى المستصلح سبيل الرفق دون العنف، و إضافته إلى اللطافة مبالغة في اللطف «لا يوصف باللطف» أي اللطف الذي من صفات الأجسام، و هو الصغر و الدقّة و القلّة و النحافة و رقّة القوام و نحوها، و كذا العظم المنفي و نظائره «و الهمّة» الإرادة السانحة «درّاك لا بخديعة» كأنّه أراد به أنّه سبحانه عالم بما في الضمائر و المكامن من غير مكر و حيلة يتوسّل بهما إلى الوصول إلى ذلك «لطيف لا بتجسّم» أي برقّة قوام، فإنّه معنى اللطف في الجسم «و الاستهلال» الإبصار.

«بتشعير المشاعر عرف ألا مشعر له» إنّما عرف بتشعيره المشاعر انتفاء المشعر عنه تعالى، لأنه بتشعيره عزّ و جلّ إياها عرف أنّ المشاعر محتاجة إلى مشعر يشعرها، فلو كان له عزّ و جلّ مشعر لكان محتاجا إلى من يشعر له، إذ لا يجوز أن يفيض على نفسه المشعر من حيث هو فاقد له، فيكون محتاجا بذاته.

و كما أنّ لنا أن نستدلّ بإفاضة اللّه سبحانه العلم و القدرة و الإدراك علينا بأنه تعالى متّصف بها، فكذلك لنا أن نستدل بتعلّمنا بعد الجهل، و اكتسابنا صفة القدرة بعد العجز، و إدراكنا المحسوسات باستعانة المشاعر، و افتقارنا إليها في ذلك، على أنّ اللّه عزّ و جلّ منزّه في علمه و قدرته و إدراكه عن التعلّم و الاكتساب و المشاعر، بل عن الصفة الزائدة على الذات مطلقا؛ لأنّ حصول هذه الصفات لنا على النحو الذي اتصفنا بها إنّما هو من الغير، فلو كان اللّه سبحانه اتّصف بها على هذا النحو لافتقر هو أيضا إلى الغير كما افتقرنا، و كذلك نقول في نظائره من التجهير و المضادة و المقارنة و غيرها.

[المتن]

[245] 3. الكافي: عنه (عليه السلام): «خطب أمير المؤمنين (صلوات اللّه عليه) الناس بالكوفة، فقال:

الحمد للّه الملهم عباده حمده، و فاطرهم على معرفة ربوبيّته، الدّال على وجوده بخلقه، و بحدوث خلقه على أزله، و باشتباههم على الأشبه له، المستشهد بآياته على قدرته، الممتنعة من الصفات ذاته، و من الأبصار رؤيته، و من الأوهام الإحاطة به، لا أمد لكونه، و لا غاية لبقائه، لا تشمله المشاعر، و لا تحجبه الحجب، و الحجاب بينه


[1]. راجع التوحيد: 112/ 11 و 12.

نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 175
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست