إنما تعجّب (عليه السلام) من قولهم و استعظمه؛ لأنّ إطلاق الوجه بظاهره عليه تشبيه له سبحانه و تجسيم إياه، و يعني بوجه اللّه الذي يؤتى منه الذي يهدي العباد إلى اللّه و إلى معرفته من نبي أو وصي أو عقل كامل بذلك وفّى، فإنّه وجه اللّه الذي يؤتى اللّه منه، و ذلك لأنّ الوجه ما يواجه به، و اللّه سبحانه إنّما يواجه عباده و يخاطبهم بواسطة نبي أو وصي أو عقل كامل.
و في حديث آخر جعل الضمير في (وجهه) راجعا إلى الشيء، [2] و وجه الشيء ما يقابل منه إلى اللّه سبحانه و هو روحه و حقيقته و ملكوته و محلّ معرفة اللّه منه التي تبقى بعد فناء جسمه و شخصه، و المعنيان متقاربان. و ربّما يفسّر الوجه بالذات.
[المتن]
[223] 4. الكافي: عنه (عليه السلام): «إنّ اللّه خلقنا فأحسن خلقنا، و صوّرنا فأحسن صورنا، و جعلنا عينه في عباده، و لسانه الناطق في خلقه، و يده المبسوطة على عباده بالرأفة، و الرحمة، و وجهه الذي يؤتى منه، و بابه الذي يدلّ عليه، و خزّانه في سمائه و أرضه، بنا أثمرت الأشجار، و أينعت الثمار، و جرت الأنهار، و بنا ينزل غيث السماء، و ينبت عشب الأرض، و بعبادتنا عبد اللّه، و لو لا نحن ما عبد اللّه» [3].
[224] 5. الكافي: عنه (عليه السلام) في قول اللّه تعالى فَلَمّٰا آسَفُونٰا انْتَقَمْنٰا مِنْهُمْ[4] قال: «إنّ اللّه لا يأسف كأسفنا، و لكنّه خلق أولياء لنفسه يأسفون و يرضون، و هم مخلوقون مربوبون، فجعل رضاهم رضا نفسه، و سخطهم سخط نفسه؛ لأنّه جعلهم الدعاة إليه و الأدلّاء عليه، فلذلك صاروا كذلك، و ليس أنّ ذلك يصل إلى اللّه كما يصل إلى خلقه، لكن هذا معنى ما قال من ذلك، و قد قال: من أهان لي وليّا فقد