responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 147

باب أنّه لا يعرف إلّا به

[المتن]

[194] 1. الكافي: عن أمير المؤمنين (عليه السلام): «اعرفوا اللّه باللّه، و الرسول بالرسالة، و اولي الأمر بالمعروف و العدل و الاحسان» [1].

* بيان

أريد بمعرفة اللّه معرفته بنعته لا إثبات ذاته الذي هو فطري، فنقول في بيان الحديث: كما أنّ لكلّ شيء ماهيّة هو بها هو، و هي وجهه الذي إلى ذاته، كذلك لكلّ شيء حقيقة محيطة به، بها قوام ذاته، و بها ظهور آثاره و صفاته، و بها حوله عمّا يرديه و يضرّه، و قوّته على ما ينفعه و يسرّه، و هي وجهه الذي إلى اللّه سبحانه، و إليهما أشير بقوله عزّ و جل: إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ [2]، و بقوله سبحانه: وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مٰا كُنْتُمْ [3]، و بقوله تعالى: وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ [4]، و بقوله عزّ اسمه: وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَ لٰكِنْ لٰا تُبْصِرُونَ [5]، و بقوله: كُلُّ شَيْءٍ هٰالِكٌ إِلّٰا وَجْهَهُ [6]، فإنّ تلك الحقيقة هي التي تبقى بعد فناء الأشياء.

فقوله (عليه السلام): «اعرفوا اللّه باللّه» معناه: أنظروا في الأشياء إلى وجوهها التي إلى اللّه سبحانه بعد ما أثبتّم أنّ لها ربّا صانعا، فاطلبوا معرفته بآثاره فيها من حيث تدبيره لها، و قيّوميّته إيّاها و تسخيره لها و إحاطته بها، و قهره عليها حتى تعرفوا اللّه بهذه الصفات القائمة به، و لا تنظروا إلى وجوهها التي إلى أنفسها، أعني من حيث أنّها أشياء لها ماهيّات لا يمكن أن توجد بذواتها بل مفتقرة إلى موجد يوجدها، فإنّكم إذا نظرتم إليها من هذه الجهة تكونوا قد عرفتم اللّه بالأشياء، فلن تعرفوه إذن حقّ المعرفة، فإنّ معرفة مجرّد كون الشيء مفتقر إليه في وجود الأشياء ليست بمعرفة في الحقيقة، على أنّ ذلك غير محتاج


[1]. الكافي 1: 85/ 1.

[2]. فصلت (41): 54.

[3]. الحديد (57): 4.

[4]. ق (50): 16.

[5]. الواقعة (56): 85.

[6]. القصص (28): 88.

نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 147
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست