responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 138

البيضة» فناوله إياها، فقال أبو عبد اللّه (عليه السلام): «يا ديصاني، هذا حصن مكنون، له جلد غليظ، و تحت الجلد الغليظ جلد رقيق، و تحت الجلد الرقيق ذهبة مائعة و فضّة ذائبة، فلا الذهبة المائعة تختلط بالفضّة الذائبة، و لا الفضّة الذائبة تختلط بالذهبة المائعة، فهي على حالها لم يخرج منها خارج مصلح، فيخبر عن صلاحها، و لا دخل فيها مفسد فيخبر عن فسادها، لا يدرى أ للذّكر خلقت أم للانثى، تنفلق عن مثل ألوان الطواويس أ ترى لها مدبّرا؟».

قال: فأطرق ملّيا، ثم قال: أشهد ألا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له، و أنّ محمّدا عبده و رسوله، و أنّك إمام و حجّة من اللّه على خلقه، و أنا تائب ممّا كنت فيه [1].

* بيان

«النّظرة» المهلة «قادر أن يدخل الدنيا كلّها البيضة» هذه مجادلة بالتي هي أحسن، و جواب جدلي مسكت يناسب فهم السائل، و قد صدر مثله عن الرضا (عليه السلام) فيما رواه الصدوق في توحيده عنه (عليه السلام) [2].

و الجواب البرهاني أن يقال: إنّ عدم تعلّق قدرته تعالى على ذلك ليس من نقصان في قدرته تعالى، و لا لقصور في عمومها و شمولها كلّ شيء، بل إنّما ذاك من نقصان المفروض فامتناعه الذاتي و بطلانه الصرف و عدم حظّه من الشيئية، كما أشار إليه أمير المؤمنين (عليه السلام) فيما رواه الصدوق أيضا بإسناده عن الصادق (عليه السلام) قال: «قيل لأمير المؤمنين (عليه السلام): هل يقدر ربّك أن يدخل الدنيا في بيضة من غير تصغير الدنيا أو تكبير البيضة؟ قال: إنّ اللّه تعالى لا ينسب إلى العجز، و الذي سألتني لا يكون» [3].

و في رواية اخرى: «ويلك، إنّ اللّه لا يوصف بالعجز، و من أقدر ممّن يلطّف الأرض و يعظّم البيضة» [4].

و لنا أن نجعل الجواب الأول أيضا برهانيا على قاعدة الانطباع بأن نقول: إنّ ذلك إنّما يتصوّر و يعقل بحسب الوجود الانطباعي الارتسامي، و اللّه سبحانه قادر


[1]. الكافي 1: 79/ 4.

[2]. راجع: التوحيد: 122/ 1.

[3]. التوحيد: 130/ 9.

[4]. التوحيد: 130/ 10.

نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 138
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست