كأنّ الخطاب منه إلى تلامذته الذين كانوا لا يفرحون إلّا بذكر اللّه، و لا يتلذّذون إلّا بالعلم و الحكمة دون سائر الناس الذين لذّاتهم مقصورة على الشهوات الحيوانية، فإنّ قلوب هؤلاء تشمئزّ من استماع بدائع الحكمة و طرائف العرفان.
[المتن]
[180] 2. الكافي: عن الباقر (عليه السلام): «الحكمة ضالة المؤمن، فحيثما وجد أحدكم ضالّته فليأخذها» [2].
* بيان
يعني لا يأنف أخذها عمّن هو دونه في العلم، فربّما يوجد عند الأدنى ما لا يوجد عند الأعلى، و في التعبير عن الحكمة بالضالّة إشارة إلى أنّها مركوزة في فطرة المؤمن، فإذا جهلها فكأنّها ضلّت عنه.
[المتن]
[181] 2. الفقيه: عن النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم): «كلمتان غريبتان احتملوهما: كلمة حكمة من سفيه فاقبلوها، و كلمة سفه من حكيم [3] فاغفروها» [4].
[182] 3. الكافي: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في بعض خطبه: «أيها الناس، اعلموا أنّه ليس بعاقل من انزعج من قول الزور فيه، و لا بحكيم من رضي بثناء الجاهل عليه، الناس أبناء ما يحسنون، و قدر كلّ امرئ ما يحسن، فتكلّموا في العلم تبين أقداركم» [5].
* بيان
«الانزعاج» الانقلاع من المكان و عدم الاستقرار فيه و «الزور» الكذب و الباطل و التهمة «ما يحسنون» من الإحسان بمعنى العلم، و الوجه فيه أنّ العاقل يعلم أنّ الافتراء عليه لا ينقص من كماله شيئا «و الحكيم» يتيقّن أنّ الثناء عليه لا يزيده