responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 109

أمر اكتتم به، لما يعلم من جهل نفسه، لكيلا يقال له لا يعلم، ثم جسر فقضى، فهو مفتاح عشوات، ركّاب شبهات، خبّاط جهالات، لا يعتذر ممّا لا يعلم فيسلم، و لا يعضّ في العلم بضرس قاطع فيغنم، يذري الروايات ذرو الريح الهشيم، تبكي منه المواريث، و تصرخ منه الدماء، يستحلّ بقضائه الفرج الحرام، و يحرّم بقضائه الفرج الحلال، لا مليء بإصدار ما عليه ورد، و لا هو أهل لما منه فرط، من ادّعائه علم الحق» [1].

* بيان

كأنّ الرجل الأول هو المبتدع في الاصول، و الثاني هو المبتدع في الفروع، كما قاله ابن أبي الحديد [2]، و إنما صارا من أبغض الخلائق، لأنّ شرّهما متعدّ، و لأنه شرّ في الدّين، و لأنّه يبقى بعدهما «عن قصد السبيل» أي السبيل العدل المستقيم المستوي.

و «المشغوف» بالمعجمة و المهملة، و على الأول معناه: دخل حبّ كلام البدعة شغاف قلبه، أي حجابه حتى وصل إلى فؤاده، و على الثاني: غلبه حبّه و أحرقه، فإنّ الشعف شدّة الحبّ و إحراقه القلب.

و اللهج بالشيء: الولوع فيه و الحرص عليه «عن هدى من كان قبله» أي عن سيرته و طريقته و القمش: الجمع «غان باغباش الفتنة» أي مقيم في ظلماتها أسير بها «و أشباه الناس» كناية عن الجهّال و العوام، لخلوّهم عن معنى الانسانية و حقيقتها «و لم يغن فيه يوما سالما» لم يلبث في العلم يوما تامّا، و لم يعش «بكّر» من البكور، يعني أنّه و إن لم يصرف يوما في طلب العلم، و لكن خرج في أول الصباح في كسب الدنيا و متاعها و شهواتها، أو في كسب الجهالات التي زعمتها الجهّال علما، و أحدهما هو المعني بقوله: «ما قلّ منه خير ممّا كثر». و في «نهج البلاغة»: «فاستكثر من جمع ما قلّ» [3] و هو أوضح.

و الارتواء من الشراب: كالشبع من الطعام، شبّه علمه الباطل بالماء المتعفّن «ثم قطع» أي جزم «لبس الشبهات» إما بفتح اللام بمعنى الاختلاط و أصله اختلاط الظلام، و إما بالضم بمعنى الإلباس «في مثل غزل العنكبوت» في عجزه عن


[1]. الكافي 1: 54/ 6.

[2]. نهج البلاغة: خطبه 59، ذم اهل الرأى ص 60.

[3]. نهج البلاغة: كلام 17.

نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 109
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست