responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرسائل التوحيدية نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 74

عموم عدله سبحانه و شمول رحمته فإرسال هذه النقمات و تلبيسهم بأقسام ملابس الشقاء معلل بأنفسهم و أما إبليس و إغوائه للأشقياء فليس ذلك لتسلطه الذاتي عليهم بل لتسليطهم إيّاه على أنفسهم باتباعهم إيّاه لغيهم في ذاتهم قال تعالى حكاية عن إبليس:

وَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ `إِلاََّ عِبََادَكَ مِنْهُمُ اَلْمُخْلَصِينَ `قََالَ هََذََا صِرََاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ `إِنَّ عِبََادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطََانٌ إِلاََّ مَنِ اِتَّبَعَكَ مِنَ اَلْغََاوِينَ و قال تعالى أيضا حكاية عنه (لعنه الله) فيما يخاطبهم به يوم القيامة: وَ قََالَ اَلشَّيْطََانُ لَمََّا قُضِيَ اَلْأَمْرُ إِنَّ اَللََّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ اَلْحَقِّ وَ وَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَ مََا كََانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطََانٍ إِلاََّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاََ تَلُومُونِي وَ لُومُوا أَنْفُسَكُمْ مََا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَ مََا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمََا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ اَلظََّالِمِينَ لَهُمْ عَذََابٌ أَلِيمٌ الآية.

فحمل إبليس أيضا الذنب عليهم أنفسهم و علل العذاب بالظلم دون الإتباع و استجابة الدعوة و كل ذلك إحالة إلى الذات و حكى سبحانه الاعتراف بذلك منهم أنفسهم و هم معذبون:

رَبَّنََا غَلَبَتْ عَلَيْنََا شِقْوَتُنََا و قال تعالى: قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى‌ََ شََاكِلَتِهِ الآية، فذات سعيدة و ذات شقيقة و حيث رجع الشقاء إلى الذات و هي و إن وقعت أفعالها في خارج عنها و انفعالاتها عن الخارج عنها لكن من المعلوم إن أفعالها و انفعالاتها و خاصة ما يرجع إلى باطنها منها لا يخرج عن نفسها و دائرة ذاتها و قد قال تعالى: مَنْ عَمِلَ صََالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَ مَنْ أَسََاءَ فَعَلَيْهََا و قال تعالى: يََا أَيُّهَا اَلنََّاسُ إِنَّمََا بَغْيُكُمْ عَلى‌ََ أَنْفُسِكُمْ و قال تعالى: وَ مََا يَمْكُرُونَ إِلاََّ بِأَنْفُسِهِمْ و قال تعالى: وَ مََا يَخْدَعُونَ إِلاََّ أَنْفُسَهُمْ وَ مََا يَشْعُرُونَ الآية.

نام کتاب : الرسائل التوحيدية نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 74
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست