responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرسائل التوحيدية نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 72

الاستعداد الشديد غير أن للخلق حدّا يستحيل معه زواله هذا.

فالنفس أول ما تحدث بحركة البدن الجوهرية حيث يأخذ الخيال في الفعل و هي حينئذ متلونة بلون البدن تلونا قويا إلاّ أنه غير بالغ بعد مرتبة اللزوم، ثم تخلى هي و ما بين يديها و من نوع التربية و العلوم و الاعتقادات و الحوادث المرتبطة بها المتماسة معها فلا تزال تسلك سبيلا بعد سبيل و تتراكم عليها الأحوال و الاعتقادات و ينتج بعضها بعضا حتى ترسخ فيها رسوخا غير مفارق و هذه صورة نفسانية تفرق بها نفس عن نفس و هو تنوع النفس فإن كانت صورة سعادة فتقع في البرزخ في سبيل السعادة و إن كانت صورة شقاوة ففي سبيل الشقاوة و إن كان تجردها تجردا برزخيا وقفت دونه و إن تجاوزته تجاوزته هذا.

بقي هنا شي‌ء و هو أن كمال كل معلول و غاية وجوده هو وجود علّته و من المستحيل أن يتكامل معلول فيتجاوز كمال علة وجوده و المرتبة التي فيها وجودها و من المستحيل أن يتكامل معلول و يطوى جميع مراتب كماله الوجودي فلا ينتهي إلى مرتبة علّته أي لا يتصل إلى حد بعده علّته و الإلزام خلاف الفرض و من المستحيل أيضا أن يلغى غاية علّة من العلل الطولية المجردة من فعلها إذ المفروض أنّها مجردة ثابتة غير متغيرة و معلولاتها إنما صدرت عنها بهذه الحيثية و هي غير متغيرة ففرض تخلف غاياتها أو غايات معاليلها محال.

و من هذه المقدمات يستنتج أن الشي‌ء في عوده إنما يستقر في مرتبة تعينت منها ذاته و فوقه علته فكل شي‌ء يعود إلى ما بدأ منه غير أن بين البدء و العود فرقا من حيث أن العود ينشعب إلى دار سعادة و دار شقاوة و البدء لم ينشعب إليها بل هي دار سعادة فحسب لكن يجب أن يعلم أن السعادة في البدء إنما هي السعادة العامة دون‌

نام کتاب : الرسائل التوحيدية نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 72
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست