نام کتاب : الرسائل التوحيدية نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 177
بقدس ذاته سبحانه و ذلك كان كالاستفسار منهم لكيفية هذه الخلافة مع هذه النواقص دون الاعتراض عليه و تخطئته سبحانه.
و الدليل على ذلك قولهم: إِنَّكَ أَنْتَ اَلْعَلِيمُ اَلْحَكِيمُ و قوله تعالى: قََالَ إِنِّي أَعْلَمُ مََا لاََ تَعْلَمُونَ بيان لنقص خلافتهم بان اسم العلم لم يظهر فيهم تمام الظهور و ليس من قبيل الإسكات كما يقوله أحدنا لمن ينكر شيئا من أمره إنّي أعلم ما لا تعلمون.
و يشرح ذلك قوله سبحانه: وَ عَلَّمَ آدَمَ اَلْأَسْمََاءَ كُلَّهََا ثُمَّ عَرَضَهُمْ يظهر من السياق أن هذه الأسماء كلّها موجودات حية عالمة عاقلة و أنّهم عين الأسماء التي علّمها سبحانه آدم (عليه السّلام) كما إن الاسم عين المسمّى و إن الذي علّمه هو جميع الأسماء و هي حية عالمة فالمراد بالأسماء غير الألفاظ قطعا بل الذوات من حيث اتصافها بصفات الكمال و هي ظهوراتها التي يتفرع على ذواتها يدل عليه قوله: أَنْبِئُونِي بِأَسْمََاءِ هََؤُلاََءِ و قوله: فَلَمََّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمََائِهِمْ و حينئذ [1] فينطبق على قوله سبحانه: وَ إِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاََّ عِنْدَنََا خَزََائِنُهُ وَ مََا نُنَزِّلُهُ إِلاََّ بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ فهؤلاء الأسماء هي خزائن الغيب التي هي غير محدودة و لا مقدرة و فيها كل شيء.
و يظهر من هنا إن هؤلاء الملائكة المخاطبين إنّما كانوا هم الذي لا يرقى وجودهم عن عالم التقدير و الحدود و يشير إليه قوله تعالى:
[1] و الشاهد على ذلك انّه سبحانه كرّر قوله: إِنِّي أَعْلَمُ مََا لاََ تَعْلَمُونَ بتبديله بقوله: إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضِ فللسماوات و الأرض غيب كما انّ لهما شهادة و الأسماء التي علّمها سبحانه آدم (عليه السّلام) هم غيبهما فافهم منه.
نام کتاب : الرسائل التوحيدية نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 177