و لا يجوز لنا ردّها، إن [1] كانوا يروون عن آبائك و لا قبولها لما فيها .. إلى أن قال: فان رأيت [أن] تبيّن لنا و تمنّ [2] علينا بما فيه السلامة لمواليك و نجاتهم من هذه الأقاويل التي تخرجهم إلى الهلاك [3]. انتهى.
و الأخبار التي كانت الشيعة يميلون [4] عن الحق بسبب قبولها عن المضلّين المفترين في اصول الدين و فروعه كثيرة، بل لو تأمّلت وجدت أنّ أكثر الفرق الهالكة من الشيعة كان ضلالتهم بسبب الأخبار [5] الموضوعة أو المحرّفة من الفسقة، و هذا يومئ إلى شيوع العمل بأخبار الآحاد بين الشيعة.
و أيضا يظهر من الرجال أنّهم كثيرا ما يقولون: احذروا فلانا، و اتّقوا الكذّابين فلانا و فلانا، كما في عمر أخي عذافر [6] و غيره، فلو كان العمل بأخبار الآحاد ممنوعا عنه و كانت الشيعة لا يعملون بها لما كان المعصوم (عليه السّلام) يقول كذا و كذا.
[الشاهد من شيوع الكذب و الحذر منه]
و منها؛ الحديث المشهور أو المتواتر «قد كثرت عليّ الكذابة» [7] و الحديث المشهور عن أمير المؤمنين (عليه السّلام) في سبب اختلاف الحديث، المذكور في أوّل