ثم إنّ ما ذكر [1]- في الضميمة- من أنّ العلم بعدم افتراء كلّ أصحاب الاصول أو جلّهم غير عزيز لا أفهمه؛ لأنّه لم يظهر بعد أنّ الأصل ما ذا؟ و كذا الكتاب و المصنّف و النوادر، و كذا لم يظهر [2] النسبة بينها من المساواة، أو العموم المطلق أو من وجه، أو التباين، و مع ذلك لم يظهر أنّ صاحب الأصل من هو؟
و كذا صاحب الكتاب و غيره، و لا علم بالتميّز، و لو يظهر فمن علم الرجال جزما [3] بلا شبهة، و مع ذلك فبطريق الظن، و مع الجميع فليس الظهور بالنسبة إلى جميع أرباب الاصول، بل [4] بالنسبة إلى بعض منهم [5]، فكيف يدّعي القطع بوثاقتهم من القرائن الخارجة من الرجال حتّى يلزم الاستغناء عنه، إلا أن يقال ليس الغرض الاستغناء عنه مطلقا، بل من حيث الوثوق بحال الراوي.
فعلى هذا يقال: يحصل من القرائن الخارجة القطع بأنّ من يظنّ من علم الرجال أنّه صاحب أصل أنّ خبره صادر عن المعصوم (عليه السّلام) جزما لوثاقته بالنحو الذي ذكر [6]، و فيه ما فيه.
مضافا إلى أنّ بعض أصحاب الاصول مع تصريح المشايخ العارفين الماهرين بأنّه صاحب الأصل يقولون: كذّاب متّهم، مثل علي بن أبي حمزة [7]، أو:
لا أفتي بما ينفرد بروايته، مثل السكوني [8]، أو: متروك العمل بما يختصّ بروايته،