و أمّا الشيخ (رحمه اللّه) فنقل [2] عنه أنّه ذكر في «العدّة»: (أنّ ما عملت به من الأخبار فهو صحيح) [3].
و قال الفاضل التوني: (تصفّحت «العدّة» فما رأيت هذا الكلام فيه [4].
و ذكر أيضا: أنّ الشيخ كغيره كان متمكّنا من إيراد الأخبار الصحيحة، فلا وجه لتلفيقه بين الصحيحة و الضعيفة) انتهى [5].
اعلم [6] أنّ الأخباريين من علمائنا حكموا بقطعيّة أحاديثنا كما ذكره، و هذا [7] الفاضل من جملتهم، و بسبب حكمهم هذا حرّموا الاجتهاد في المسائل الفقهيّة، و منعوا عن العمل بالظنّ في نفس الأحكام الشرعية، بناء على أنّ بعض تلك الأحاديث ناصّ على المنع و التحريم، و دالّ على عدم العمل [8] و وجوب التوقّف إذا لم يمكن العلم و التفهيم، بل عدّوا الاجتهاد تخريب الدين، و العامل بالظنّ تابع المخالفين [9]، ففارقوا بذلك فقهاءنا المجتهدين، و تحاشوا أن يكونوا من فرقهم محسوبين، و إليهم منسوبين.
و لمّا كان المقام من مزالّ الأقدام، و مضطرب العلماء الكرام، كان حريا