responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدروس شرح الحلقة الثانية نویسنده : الحيدري، السيد كمال    جلد : 1  صفحه : 78

ثانياً: اجتماع فردين من نوع واحد من الأحكام التكليفية في فعل واحد

وهذا الاجتماع غير ممكن أيضاً، كسابقه في النحو الأوّل؛ إذ المقصود هو عدم إمكانية اجتماع مبادئ فردين من نوع واحد من الأحكام في فعل واحد، لا اجتماع فردين بما هما اعتباران فقط.

ولذا يقال مثلًا باستحالة اتّصاف شي‌ء واحد بوجوبين، لأنّ مردّ ذلك إلى اجتماع إرادتين شديدتين مستقلّتين على مراد واحد. وليست الاستحالة هنا بسبب التنافي والتضادّ بين مبادئ الحكمين؛ لأنّهما مبادئ لحكمين من نوع واحد، بل مردّ ذلك إلى أنّ مثل هذا الاجتماع هو من قبيل اجتماع المثلين، واجتماع المثلين محال عقلًا، كما هو واضح‌ [1].

بعبارة أخرى: يمكن أن يقال إنّ غرض الوجوب هو تحريك العبد نحو الإتيان بالفعل، وإنّ هذا الغرض يتحقّق بالوجوب الأوّل، ولن يكون جعل الوجوب الثاني بدافع التحريك والبعث أيضاً إلّا تحصيلًا للحاصل،

وهو لغو، واللغو مستحيل في حقّ المشرّع الحكيم.

الإرادة تقوى ولا تتكرر

نعم بالإمكان أن نتصوّر أنّ الإرادة تقوى وتشتدّ دون أن تتكرّر، إذ نجد أنّ الوجوبات أو المحرّمات مثلًا لها مراتب يختلف بعضها عن بعض. فالإفطار بمباح عمداً في شهر رمضان حرام، ولكن الإفطار بمحرّم أشدّ حرمة، والاعتداء على الناس ظلم وحرام، ولكن الاعتداء على المعصوم أشدّ ظلماً وحرمة، وهكذا.


[1] انظر المنطق للمظفّر: ص 50.

نام کتاب : الدروس شرح الحلقة الثانية نویسنده : الحيدري، السيد كمال    جلد : 1  صفحه : 78
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست