responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدروس شرح الحلقة الثانية نویسنده : الحيدري، السيد كمال    جلد : 1  صفحه : 363

اسمية، و هيئة الأمر كباقي الهيئات معنى حرفيّ يدلّ على الربط و النسبة بين طرفين، و المعنى الحرفي يختلف سنخاً و نوعاً عن المعنى الاسمي و لا يمكن أن يكون هو، و لهذا لا نستطيع كما بيّنا سابقاً أن نقول إنّ معنى «من» هو الابتداء، أو معنى «إلى» هو «الانتهاء» و هكذا في بقية الحروف، لأنّ معاني «من» و «إلى» و غيرها من الحروف هي معانٍ حرفية، و أمّا معاني «الابتداء» و «الانتهاء» و أمثالها فهي معانٍ اسمية لا يمكن أن ترادفها، و لهذا عبّرنا عنها سابقاً بأنّها معانٍ موازية لها لا مرادفة.

فصيغة الأمر و هيئته إذاً تدلّ و بالوضع‌ [1] على معنىً حرفيّ موضوع لنسبة معيّنة هي النسبة الطلبية أو الإرسالية، لا أنّها موضوعة لمفهوم الطلب و الإرسال بل هي توازي هذين المفهومين كما يوازي مفهوم الابتداء المعنى الحرفي ل «من».

و نعني بالنسبة الطلبية أو الإرسالية هو أنّ هذه الهيئة تقوم بربط المادّة المطلوبة بالمأمور أو المطلوب منه أو إرساله نحوها، و بيان هذا: أنّنا في قولنا: «صلِّ» أو «صم»، توجد عندنا ثلاثة أمور:

1 المتكلّم، و نسمّيه الطالب أو الآمر أو المرسل.

2 المادّة، و هي الحدث الذي وقع عليه مفاد الهيئة كالصلاة أو الصيام.

3 المخاطب، و نسمّيه المطلوب منه أو المأمور أو المرسَل نحو تحصيل المادّة.

فهيئة فعل الأمر و بدلالتها على الربط و النسبة تربط بين المادّة كالصلاة

أو الصيام و بين المأمور أو المطلوب منه، أي المكلّف، فيقال مثلًا: يجب عليك أيّها المكلّف أن تصلّي أو تصوم. بعبارة أخرى: إنّه يجعل المطلوب في عهدة المطلوب منه، فلا تفرغ ذمّته إلّا بالإتيان به.


[1] حديثنا هنا مختصّ بمرحلة الدلالة التصوّرية الناشئة من الوضع.

نام کتاب : الدروس شرح الحلقة الثانية نویسنده : الحيدري، السيد كمال    جلد : 1  صفحه : 363
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست