responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدروس شرح الحلقة الثانية نویسنده : الحيدري، السيد كمال    جلد : 1  صفحه : 356

الثاني: أنّ للطلب التشريعي مصاديق متعدّدة، فتارةً يصدر من العالي إلى الداني كما في طلب السيّد من عبده، و يسمّى بالأمر، و أخرى يصدر من المتساويين فلا يوجد علوّ أو دنوّ بين الطالب و المطلوب منه، و يسمّى بالالتماس، و ثالثة يصدر الطلب من الداني إلى العالي، و يسمّى بالدعاء.

فالأمر يختصّ بالطلب التشريعي من العالي إلى الداني فقط، سواء كان هذا العالي عالياً في الحقيقة و الواقع و نفس الأمر كما في المولى سبحانه و تعالى، أو كان متظاهراً بالعلو و قد أوجب لنفسه الطاعة بسبب من الأسباب كما في استعلاء بعض المتساويين على أمثالهم، بل و استعلاء بعض من هو أدنى على من هو أعلى، فلو وجدنا شخصاً يأمر شخصاً مساوياً له أو من هو أعلى منه لما اعتبرنا هذا العمل عقلائياً صحيحاً.

و على كلّ حال، فمن مجموع هذين الوجهين يتبيّن لنا أنّ «الأمر» أخصّ من «الطلب» و لا يمكن أن يكونا مترادفين.

معان أخرى لمادّة الأمر

قلنا إنّ مادّة الأمر تدلّ على الطلب بالوضع، غير أنّهم ذكروا للأمر معانيَ أخرى من قبيل:

1 الشي‌ء، كما في «رأيت أمراً عجباً» أي رأيت شيئاً عجباً.

2 الغرض، كما في «جئت لأمر مهمّ» أي جئت لغرض مهم.

3 الحادثة، كما في قولهم «أمرٌ دُبِّر بليل» أي حادث دبِّر بليل.

ثمّ بحثوا في أنّ هذه المعاني هل تعود لمعنى واحد، أم لا؟ إلّا أنّ القدر المتيقّن أنّ للأمر معنيين بنحو الاشتراك اللفظيّ: الطلب و الشي‌ء، و الشاهد على ذلك هو اختلاف جمع «أمر» فتارةً يجمع على وزن «أوامر»، و أخرى على وزن «أمور»، فكيف يتمّ لنا و الحال هذه تعيين المعنى الذي نريده و الذي يهمّنا في البحث الأصولي أي معنى «الطلب» دون غيره؟

نام کتاب : الدروس شرح الحلقة الثانية نویسنده : الحيدري، السيد كمال    جلد : 1  صفحه : 356
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست