responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدروس شرح الحلقة الثانية نویسنده : الحيدري، السيد كمال    جلد : 1  صفحه : 343

ثانياً: سنخ المدلول التصديقي الثاني‌

وأمّا سنخ المدلول التصديقي الثاني فإنّه يختلف من جملة إلى أخرى؛ فمعناه في الجملة الخبرية غير معناه في الجملة الإنشائية [1]، فلقولنا: «بعتُ» مدلول تصوّريّ وتصديقيّ أوّل، وهذان لا يختلفان من مورد لآخر كما بيّنا سابقاً، ولكن لو قصدنا وأردنا جدّياً من «بعتُ» الإخبار لكان مدلولها التصديقي الثاني هو الإخبار عن وقوع البيع في الرتبة السابقة. ولو قصدنا من «بعتُ» الإنشاء، لكان مدلولها التصديق الثاني هو طلب إنشاء معاملة البيع، المتطلّبة لطرفي الإيجاب والقبول.

وهكذا في الجمل الثلاث: «زيد عالم» و «هل زيد عالم؟» و «تعلّم يا زيد» فإنّ مداليلها التصوّرية والتصديقية الأولى واحدة، إلّا أنّ المدلول التصديقي الثاني لهنّ مختلف، إذ هو في الأولى الإخبار عن عالمية زيد أي عن‌

تلك النسبة التامّة بين زيد وعالم، وفي الثانية الاستفهام والاطّلاع على وقوع تلك النسبة التامّة بين زيد وعالم، وفي الثالثة إيقاع تلك النسبة التي تدلّ عليها هيئة جملة «تعلّم» من زيد.

المدلول التصديقي وفق نظرية التعهّد

كلّ ما سبق كان بناءً على نظريّتي الاعتبار والقرن الأكيد، وأمّا بناءً على نظرية «التعهّد» القائلة بأنّ الوضع هو التعهّد، وأنّ الدلالة اللفظية الناشئة من الوضع هي دلالة تصديقية لا دلالة تصوّرية بحتة، فإنّ كلّ جملةٍ تامّةٍ موضوعةٌ بالتعهّد لنفس مدلولها التصديقي الجدّي مباشرة. فالدلالة


[1] بيّنا سابقاً أنّ الدلالة التصديقية الثانية أو المراد الجدّي للمتكلّم يختصّ بالجمل التامّة فقط، والجملة التامّة تنقسم إلى: خبرية وإنشائية.

نام کتاب : الدروس شرح الحلقة الثانية نویسنده : الحيدري، السيد كمال    جلد : 1  صفحه : 343
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست