نام کتاب : الدروس شرح الحلقة الثانية نویسنده : الحيدري، السيد كمال جلد : 1 صفحه : 304
على التبادر وأنّ التبادر متوقّف على الوضع، وأحدهما غير الآخر فلا دور من الأساس.
ودليل السيّد الشهيد (قدس سره) على أنّ الطفل الذي اقترنت عنده لفظة «ماما» بشخص أمّه، عندما يسمع هذه الكلمة فإنّه يتبادر إلى ذهنه المعنى الحقيقي لهذه الكلمة ويبدأ بالبحث عن أمّه، ولو كان التبادر متوقّفاً على العلم بالوضع لما حصل له هذا التبادر، لأنّ الطفل لا يعلم أساساً ما هو الوضع وما معنى القرن الأكيد أو التعهّد أو الاعتبار أو غير ذلك حتّى يتوقّف تبادر المعنى الحقيقي عنده على العلم بهذا الوضع.
فالتبادر إذاً متوقّف على القرن الأكيد بين اللفظ والمعنى، لا على العلم بالقرن «أي بالوضع» بين اللفظ والمعنى.
العلامة الثانية: صحّة الحمل
ذكر الأصوليون أنّ من علامات الحقيقة صحّة الحمل وجعلوا صحّة السلب علامة المجاز، فإذا استطعنا أن نحمل اللفظ على المعنى حملًا
أوّلياً [1] أو حملًا شائعاً [2] فهذا علامة الحقيقة وإلّا فلا.
ولكن كيف يتمّ ذلك؟ من المعلوم أنّ الحمل يقتضي وجود لفظين ليحمل أحدهما على الآخر، ولا يمكننا حمل لفظ على معنى لنرى هل الحمل
[1] الحمل الأوّلي: هو حمل أحد المتّفقين مفهوماً على الآخر كما في قولنا: «الوجود وجود» أو «الماهية ماهية» أو «الإنسان إنسان»، وذلك لأنّ حمل الشيء على نفسه حمل أوّلي دائماً، انظر المنطق للمظفّر: ج 1، ص 77.
[2] الحمل الشايع: هو حمل أحد المختلفين مفهوماً على الآخر، كما في قولنا: «الإنسان كلّي» أو «الإنسان كاتب» وما شابه، وفي هذا الحمل يكون الموضوع أحد مصاديق المحمول، انظر: المصدر المتقدّم: ج 1، ص 77.
نام کتاب : الدروس شرح الحلقة الثانية نویسنده : الحيدري، السيد كمال جلد : 1 صفحه : 304