نام کتاب : الدروس شرح الحلقة الثانية نویسنده : الحيدري، السيد كمال جلد : 1 صفحه : 273
الأكيد بين اللفظ والمعنى؛ وذلك لأنّ الربط بين الأمور الخارجية لا يأتي جزافاً، وبعد أن يوجد هذا الربط الخاصّ والأكيد يفعل ذلك القانون التكويني فعله، فيكون هو الموجب للسببية الواقعية بين ذينك الأمرين الأجنبيين (اللفظ والمعنى).
وعلى أساس هذا التفسير تسمّى نظرية السيّد الشهيد (قدس سره) في تفسير علاقة السببية بين اللفظ والمعنى بنظرية «القرن الأكيد».
ثمّ إنّ عملية الوضع وفق هذا التصوّر لن تكون إلّا سبباً للدلالة التصوّرية فقط، لأنّها لا تحقّق إلّا عملية الربط بين اللفظ والمعنى. فإذا سمع الإنسان اللفظ تصوّر المعنى، وأمّا الدلالة التصديقية الأولى والثانية فإنّ مصدرهما ومنشأهما هو الظهور الحالي والسياقي للكلام لا للوضع، ومن هنا يسمّيان بالدلالة الحالية أو السياقية أيضاً.
أضواء على النصّ
قوله (قدس سره): «والدلالة التصوّرية هي في حقيقتها علاقة سببية». أي: علاقة سببية حقيقية.
قوله (قدس سره): «بأن يكون اللفظ بذاته». أي: لا بجعل جاعل واعتبار معتبر.
قوله (قدس سره): «إنّه اعتبار سببية اللفظ لتصوّر المعنى». أي: تنزيل اللفظ بمنزلة المعنى كما في تنزيل الطواف منزلة الصلاة.
قوله (قدس سره): «أو ما يقارب هذا المعنى». أي: معنى اعتبار شيء سبباً لشيء، وما يقارب هذا المعنى هو ما يستفاد من القولين الآخرين، أي القول بأنّ الواضع المعتبر وضع اللفظ أداة لتفهيم المعنى، أو القول بأنّ المعتبر جعل وكوّن اللفظ على المعنى كما توضع الأعمدة على رؤوس الفراسخ.
نام کتاب : الدروس شرح الحلقة الثانية نویسنده : الحيدري، السيد كمال جلد : 1 صفحه : 273