responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدروس شرح الحلقة الثانية نویسنده : الحيدري، السيد كمال    جلد : 1  صفحه : 261

الوضع وعلاقته بالدلالات المتقدّمة

والدلالةُ التصوّريةُ هي في حقيقتها علاقةٌ سببيةٌ بين تصوّرِ اللفظِ وتصوّرِ المعنى. ولمّا كانت السببيةُ بين شيئين لا تحصلُ بدونِ مبرّرٍ، اتّجه البحثُ إلى تبريرها، ومن هنا نشأَتْ عدّةُ احتمالات:

الأوّلُ: احتمالُ السببيةِ الذاتيةِ بأن يكونَ اللفظُ بذاتِه دالّاً على المعنى وسبباً لإحضارِ صورتِه.

ولا شكّ في سقوطِ هذا الاحتمالِ؛ لما هو معروفٌ بالخبرةِ والملاحظةِ مِن عدمِ وجودِ أيّةِ دلالةٍ للّفظِ لدى الإنسانِ قبلَ الاكتسابِ والتعلّم.

الثاني: افتراضُ أنّ السببيةَ المذكورةَ نشأَتْ من وضعِ الواضعِ اللفظَ للمعنى، والوضعُ نوعُ اعتبارٍ يجعلُه الواضعُ وإن اختلفَ المحقّقون في نوعيّةِ المعتبرِ، فهناك من قال: إنّه اعتبارُ سببيةِ اللفظِ

لتصوّرِ المعنى، ومَن قال: إنّه اعتبارُ كونِ اللفظِ أداةً لتفهيمِ المعنى، ومن قال: إنّه اعتبارُ كونِ اللفظِ على المعنى، كما توضعُ الأعمدةُ على رؤوسِ الفراسخ.

ويردُ على هذا المسلكِ بكلِّ محتملاتِه: أنّ سببيةَ اللفظِ لتصوّرِ المعنى سببيةٌ واقعيةٌ بعد الوضعِ، ومجرّدَ اعتبارِ كونِ شي‌ءٍ سبباً

نام کتاب : الدروس شرح الحلقة الثانية نویسنده : الحيدري، السيد كمال    جلد : 1  صفحه : 261
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست