responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدروس شرح الحلقة الثانية نویسنده : الحيدري، السيد كمال    جلد : 1  صفحه : 21

خصائص الدين الإسلامي‌

و إذا ما انتقلنا إلى الدين الإسلامي الذي بُعث به نبيّنا محمّد (ص) فإننا نرى أنّه يمتاز بعدّة خصوصيات نذكر منها:

الخصوصية الأولى: الكمال و البقاء. بمعنى أنّ الشريعة الإسلامية هي الشريعة الأكمل إذا ما قيست إلى ما سبقها من الشرائع السماوية، و أنّها باقية إلى قيام الساعة. و لذا ورد عن زرارة أنّه قال: سألت أبا عبد الله (عليهم السلام) عن الحلال و الحرام، فقال: «

حلال محمد حلال أبداً إلى يوم القيامة، و حرامه حرام‌

أبداً إلى يوم القيامة، لا يكون غيره و لا يجي‌ء غيره‌

» [1].

الخصوصية الثانية: نضوج مخاطبها من حيث القدرة العقلية. فإنّ تطوّر العقل البشري لدى أتباع هذه الرسالة أمر ملحوظ. فهم في الرتبة العليا من حيث نموّ المدركات العقلية و تقبّل المسائل الفكرية من بين من سبقهم من البشر؛ إذ إنّ الرسالات الإلهية تأتي منسجمة مع ما يمتلك مخاطبها من قدرة عقلية و استيعاب ذهنيّ. فكلّما كان البشر أعلى مرتبة و قدرة من الناحية العقلية، كانت الرسالة و الشريعة التي تنزل عليهم من الله سبحانه و تعالى أتمّ من تلك النازلة على غيرهم ممّن هم دونهم في المرتبة و القدرة العقلية.

و إذا جمعنا هاتين الخصوصيتين خصوصية الرسالة و خصوصية المرسَل إليهم فلا بدّ أن نفترض أنّ النبي (ص) و الأئمّة (عليهم السلام) من بعده قد أعطوا هذه الشريعة زخماً تستطيع به أن تواكب البشرية إلى قيام الساعة، و إلّا لاستغنى الناس عن هذا الدين في مرحلةٍ ما و لاحتاجوا:

إمّا إلى نزول شريعة جديدة.

أو الرجوع إلى عقولهم في بيان تكاليفهم.


[1] الكافي: ج 1، ص 58، ح 19.

نام کتاب : الدروس شرح الحلقة الثانية نویسنده : الحيدري، السيد كمال    جلد : 1  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست