نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 7 صفحه : 60
2075-[عداوات الحيوان]
و ذكر صاحب المنطق عداوة الغراب للحمار، و النّحويون ينشدون في ذلك قول الشّاعر [1] : [من الرجز]
عاديتنا لا زلت في تباب # عداوة الحمار للغراب
و لا أدري من أين وقع هذا إليهم.
و ذكر أيضا عداوة البوم للغراب. و كذلك عصفور الشّوك للحمار [2] ، و في هذا كلام كثير قد ذكرنا بعضه في أوّل كتابنا هذا من الحيوان.
2076-[رجع إلى الأمثال في كليلة و دمنة]
ثم رجعنا إلى الإخبار عن الأمثال.
قال [3] : و أكيس الأقوام من لا يلتمس الأمر بالقتال ما وجد عن القتال مذهبا؛ فإن القتال إنما النفقة فيه من الأنفس، و سائر الأشياء إنما النّفقة فيها من الأموال. فلا يكوننّ قتال البوم من رأيك، فإنّ من يراكل [4] الفيل يراكل الحين.
قال [5] : فأجابه الجرذ فقال: إنّه ربّ عداوة باطنة ظاهرها صداقة، و هي أشدّ ضررا من العداوة الظاهرة، و من لم يحترس منها وقع موقع الرّجل الذي يركب ناب الفيل المغتلم ثمّ يغلبه النّعاس [6] .
قال [7] : و اعلم أنّ كثيرا من العدوّ لا يستطاع بالشدّة و المكابرة حتى يصاد بالرّفق و الملاينة، كما يصاد الفيل الوحشيّ بالفيل الأهليّ.
و قال [8] : إنّ العشب كما رأيت في اللّين و الضّعف، و قد يجمع منه الكثير فيصنع منه الحبل القويّ الذي يوثق به الفيل المغتلم.