نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 7 صفحه : 22
هذا قول صاحب المنطق في عقوق العقاب و جفائها بأولادها، فأمّا أشعار العرب فهي تدلّ على خلاف ذلك، قال دريد بن الصّمّة [1] : [من الطويل]
و كلّ لجوج في العنان كأنّها # إذا اغتمست في الماء فتخاء كاسر [2]
لها ناهض في الوكر قد مهدت له # كما مهدت للبعل حسناء عاقر [3]
2025-[المحمق من الحيوان]
و الحيوان المحمّق الرّخمة و الحبارى. قال عثمان بن عفّان رضي اللّه عنه [4] :
«كلّ شيء يحبّ ولده حتّى الحبارى» .
و أنثى الذئاب، و هي التي تسمّى جهيزة، و الضبع، و النّعجة، و العنز، هذه من الموصوفات بالموق جدّا.
قال: و من الحيوان ما ليس عنده إلا الجمال و الحسن كالطاوس؛ و هو من الطير المحمّق، و كذلك التّدرج [5] مع جماله و حسنه و عجيب وشيه، و الزرافة، و هي أيضا موصوفة بالموق، و ليس عندها إلا طرافة الصّورة و غرابة النّتاج. و هي من الخلق العجيب مواضع الأعضاء، و يتنازعها أشباه كثيرة.
2026-[القبيح من الحيوان]
و الفيل عجيب ظريف، و لكنه قبيح مسيخ [6] ، و هو في ذلك بهيّ نبيل، و العين لا تكرهه. و الخنزير قبيح مسيخ، و العين تكرهه. و القرد قبيح مليح.
[1] البيتان لدريد بن الصمة في ملحق ديوانه 117، و هما لمعقر بن حمار في قصائد جاهلية نادرة 110، و النقائض 677، و الأغاني 11/162، و الأول في الأنوار 1/290، و المعاني الكبير 1/13، و الحماسة البصرية 1/76، و الثاني في المعاني الكبير 1/282، و المزهر 2/438، و معجم الشعراء 9، و نسب لوعلة الجرمي في العقد الفريد 2/358، و الأول بلا نسبة في اللسان و التاج (جحشر) ، و التهذيب 5/311. و في المزهر و الأغاني و النقائض بعد إنشاد البيت الثاني: «و بهذا البيت سمي معقّرا؛ و اسمه سفيان بن أوس. و إنما خص العاقر لأنها أقل دلاّ على الزوج من الولود فهي تصنع له و تداريه» .
[2] اللجوج: أراد به الفرس. الفتخاء: العقاب. الكاسر: المنقضة.