responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 7  صفحه : 155

و كان قاطع الشهادة، و لم يكن أحد من مواليه يطمع أن يشهده إلاّ على شي‌ء لا يختلف فيه الفقهاء. و هو الذي ذكره أبو فرعون فقال‌ [1] : [من الرجز]

خلّوا الطّريق زوجتي أمامي # أنا حميم فرج الحجّام‌

و كان أهل المربد يقولون: لا نرى الإنصاف إلا في حانوت فرج الحجّام، لأنّه كان لا يلتفت إلى من أعطاه الكثير دون من أعطاه القليل، و يقدّم الأوّل ثم الثاني ثم الثالث أبدا حتى يأتي على آخرهم، على ذلك يأتيه من يأتيه، فكان المؤخّر لا يغضب و لا يشكو.

و قال ابن مقروم الضّبي‌ [2] : [من الكامل‌]

و إذا تعلّل بالسّياط جيادنا # أعطاك نائله و لم يتعلّل‌ [3]

فدعوا نزال فكنت أوّل نازل # و علام أركبه إذا لم أنزل

و لقد أفدت المال من جمع امرئ # و ظلفت نفسي عن لئيم المأكل‌ [4]

و دخلت أبنية الملوك عليهم # و لشرّ قول المرء ما لم يفعل

و شهدت معركة الفيول و حولها # أبناء فارس بيضها كالأعبل‌ [5]

متسربلي حلق الحديد كأنّهم # جرب مقارفة عنيّة مهمل‌ [6]

تم المصحف السابع من كتاب الحيوان، و بتمامه تم الكتاب، و الحمد للّه على حسن الختام. و صلى اللّه على سيدنا محمد و على آله و صحبه الكرام.


[1] البيت لأبي فرعون في رسائل الجاحظ 1/182.

[2] ديوان ربيعة بن مقروم 269-270، و الأغاني 22/102-104، و معجم البلدان (أسنمة) ، و الخزانة 3/565-566.

[3] علّ: ضرب و تابع الضرب. النائل: العطايا، و يريد بها ما عنده من ركض، أي لم تطلب علالته بالضرب.

[4] ظلفت: كففت و منعت.

[5] معركة الفيول: أراد الوقعة التي كانت في عقب القادسية، و كانت العجم جاءت بالفيول فيها.

الأعبل: حجارة بيض، شبّه البيض بها.

[6] المقارف: المخالطة، و لا تكون إلا في الأشياء الدنية. العنية: أبوال الإبل يؤخذ معها أخلاط فتخلط ثم تحبس زمانا في الشمس؛ ثم تعالج بها الإبل الجربى.

نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 7  صفحه : 155
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست