نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 7 صفحه : 149
و تعليم و تثقيف، و أنّه بلغ من حذقه و رفقه أنّه ضرّى ذئبا و علّمه، حتى اصطاد له الظّباء و الثّعالب و غير ذلك من الوحوش، و أنّ هذا الذئب بعينه سرّحه فرجع إليه من ثلاثين فرسخا، و ذكر أنّ هذا الذئب اليوم بالعسكر، و حدّثني بهذا الحديث في الأيام التي قام بها أمير المؤمنين المتوكّل على اللّه، و ذكر أنّه ضرّى أسدا حتى ألف و صار أهليّا صيودا، حتى اصطاد الحمير و البقر و عظام الوحش صيدا ذريعا، إلا أنّ الأسد بعد هذا كله وثب على ولد له فأكله، فقتله السوداني.
و الذي عندنا في الذّئب أنه يألف. و لو أخذ إنسان جروا صغيرا من جرائه ثمّ ربّاه، لما نزع إلا وحشيّا غدورا مفسدا. و لذلك قال الأعرابي [1] : [من الوافر]
أكلت شويهتي و نشأت فينا # فمن أنباك أنّ أباك ذيب
فالذي حكى عبويه من شأن هذا الذّئب و الأسد من غريب الغريب.
2226-[مصارعة كلبة لثعلب]
و أخبرني عبويه صاحب ياسر الخادم قال: أرسلت كلبة لي فحاصرت ثعلبا، فو اللّه إن زالا كذلك حتى خرّا ميّتين، قال: فقلت: أكرم بهما صيدا و مصيدا، و طالبا و مطلوبا.
2227-[من خصائص الكبار و الفلاسفة]
قال: و إذا أسنّ القرشيّ رحل إلى الحجاز.
و قال: ما احتنك رجل قطّ إلا أحبّ الخلوة، و قالوا: ما فكّر فيلسوف قط إلا رأى الغربة أجمع لهمّه و أجود لخواطره.
2228-[قول بكر المزني في الأرضة]
قال [2] : و شتم رجل الأرضة فقال بكر بن عبد اللّه المزني: «مه، فهي التي أكلت جميع الصّحيفة التي تعاقد المشركون فيها على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، إلا ذكر رسول اللّه، و بها تبيّنت الجنّ أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين، و بها تكشّف أمرها عند العوّام بعد الفتنة العظيمة عندهم، و كان على الخاصّة من ذلك أعظم المحن» .