responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 7  صفحه : 132

أحبّ أن أصطاد ضبّا سحبلا # أو جرذا يرعى ربيعا أرملا

فجعله أرمل لا زوجة له ليكون أسمن له؛ لأنّ كثرة السفاد مما يورث الهزال، و لا يكثر سفاده إلاّ من شدّة غلمته.

و هجا أعرابيّ صاحبه حين أكل لحم سوء غثّ فقال: [من الرجز]

أكلته من غرث و من قرم # كالورل السافد يغنى بالنّسم‌ [1]

لأنّ لحم الورل لا يشبه لحم الضبّ، و هم لا يرغبون في أكله لأنه عضل مسيخ، و لأنهم كثيرا ما يجدون في جوفه الحيّات و الأفاعي. و له ذنب سمين، و ذلك عامّ في الأذناب، و إن رأيتها في العين كأنها عضل. فإذا كان لحمها كذلك، ثم كان في زمن هيجه و سفاده كان شرّا له.

و للورل في السّفاد ما يجوز به حدّ الجمل و الخنزير.

قال: و النسم هو النّسيم في هذا المكان.

و قالت أمّ فروة القرنية [2] : [من الطويل‌]

نفى نسم الرّيح القذى عن متونه # فما إن به عيب تراه لشارب‌

و أنا أعلم أني لو فسّرت لك معاني هذه الأشعار و غريبها، لكان أتمّ للكتاب و أنفع لمن قرأ هذه الأبواب، و لكني أعرف ملالة الناس للكتاب إذا طال. قال الشاعر [3] يهجو من قراه لحم كلب: [من الطويل‌]

فجاء بخرشاوي شعير عليهما # كراديس من أوصال أعقد سافد [4]

فلم يرض أن جعله كلبا حتى جعله سافدا. فأما ابن الأعرابيّ فزعم أنّه إنما عنى تيسا. و قد أبطل، و على أنّ المعنى فيهما سواء.


[1] الغرث: الجوع.

[2] البيت في الوحشيات 202، و معجم الأديبات الشواعر 312، و تقدم في 3/24، الفقرة (569) ، 5/142.

[3] البيت للّعين المنقري كما تقدم في 1/175، 210، و هو في معجم البلدان 2/281 (حلامات) .

[4] الخرشاء: كل شي‌ء أجوف فيه انتفاخ و خروق و تفتق. الكراديس: جمع كردوس، و هو كل عظم تام ضخم. الأعقد: الملتوي الذنب.

نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 7  صفحه : 132
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست