نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 7 صفحه : 123
ما أبغض الخضر فيلا منذ كان و لا # أحبّ عيرا و ذاكم غاية الكذب
و كيف يبغض شيئا فيه معتبر # و كان في الفلك فرّاجا من الكرب
و الفيل أقبل شيء لو تلقّنه # حاجات نفسك من جدّ و من لعب
و لو تتوّج فينا واحد فرأى # زيّ الملوك لقد أوفى على الرّكب
يغضي و يركع تعظيما لهيبته # و ليس يعدله النّشوان في الطرب
و ليس يجذل إلاّ كلّ ذي فخر # حرّ و منبته من خالص الذّهب
مثل الزّنوج فإنّ اللّه فضّلهم # بالجود... و التّطويل في الخطب
قال: أنشدنيها يونس لابن رباح الشارزنجيّ. فمدح الفيل كما ترى بالطّرب و الحكاية، و أنّه قد أدّب و علّم السجود للملوك.
2168-[سجود الفيل للملك]
و زعموا أنّ أوّل شيء يؤدّبونه به السجود للملك؛ قالوا [1] : خرج كسرى أبرويز ذات يوم لبعض الأعياد، و قد صفّوا له ألف فيل، و قد أحدق به و بها ثلاثون ألف فارس، فلما بصرت به الفيلة سجدت له، فما رفعت رأسها حتى جذبت بالمحاجن و راطنها الفيّالون.
و قد شهد ذلك المشهد جميع أصناف الدوابّ: الخيل فما دونها، و ليس فيها شيء يفصل بين الملوك و الرعيّة، فلما رأى ذلك كسرى قال: ليت أنّ الفيل كان فارسيّا و لم يكن هنديّا، انظروا إليها و إلى سائر الدوابّ، و فضّلوها بقدر ما ترون من فهمها و أدبها.
و أما ما ذكر به الزّنج من طول الخطب فكذلك هم في بلادهم و عند نوائبهم، و لكنّ معانيهم لا ترتفع عن أقدار الدوابّ إلاّ بما لا يذكر.
2169-[ما قيل في تعظيم شأن الفيل]
و أنشدوا في تعظيم شأن الفيل و صحة نظره و جودة تحديقه و تأمّله، و سكون طرفه، و الشّعر لبعض المتكلّمين [2] : [من الطويل]
إذا ما رأيت الفيل ينظر قاصدا # ظننت بأنّ الفيل يلزمه الفرض