1940-[مساجلة شعرية بين أعرابي و ضبع]
قال أبو زياد الكلابيّ: أكلت الضّبع شاة رجل من الأعراب، فجعل يخاطبها و يقول: [من الرجز]
ما أنا يا جعار من خطّابك # عليّ دقّ العصل من أنيابك[1]
على حذا جحرك لا أهابك
جعار: اسم الضبع، و لذلك قال الراجز[2]: [من الكامل]
يا أيّها الجفر السّمين و قومه # هزلى تجرّهم ضباع جعار[3]
ثم قال الأعرابيّ: [من الرجز]
ما صنعت شاتي التي أكلت # ملأت منها البطن ثمّ جلت
و خنتني و بئس ما فعلت # قالت له: لا زلت تلقى الهمّا
و أرسل اللّه عليك الحمّى # لقد رأيت رجلا معتمّا
قال لها: كذبت يا خباث # قد طال ما أمسيت في اكتراث
أكلت شاة صبية غراث # قالت له و القول ذو شجون:
أسهبت في قولك كالمجنون # أما و ربّ المرسل الأمين
لأفجعن بعيرك السّمين # و أمّه و جحشه القرين
حتّى تكون عقلة العيون # قال لها ويحك حذّريني
و اجتهدي الجهد و واعديني # و بالأمانيّ فعلّليني
لأقطعنّ ملتقى الوتين # منك و أشفى الهمّ من دفيني
فصدّقيني أو فكذّبيني # أو اتركي حقّي و ما يليني
إذا فشلّت عندها يميني # تعرّفي ذلك باليقين
قالت: أ بالقتل لنا تهدّد # و أنت شيخ مهتر مفنّد[4]
[1]العصل: جمع أعصل و عصلاء، و هي الملتوية.
[2]البيت بلا نسبة في اللسان و التاج (عفج) ، و فيهما: «يا أيها العفج السمين.. » .
[3]الجفر: العظيم الجفرة، و هي ما يجمع البطن و الجنبين.
[4]المهتر: الذي فقد عقله و صار خرفا من الكبر.